شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٤٦
109 - أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الله عن علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تبارك وتعالى: يا محمد إني خلقتك وعليا نورا يعني روحا بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري فلم تزل تهللني وتمجدني، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانت تمجدني وتقدسني وتهللني، ثم قسمتها ثنتين وقسمت الثنتين ثنتين فصارت أربعة: محمد واحد وعلي واحد والحسن والحسين ثنتان، ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن، ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا.
* الشرح:
قوله (يا محمد اني خلقتك وعليا نورا) الخطاب وقع بعد الوجود الشهودي والغرض منه مع علمه (صلى الله عليه وآله) بذلك هو الحث على الشكر لتلك النعمة العظيمة والفضيلة الجسيمة.
قوله (يعني روحا بلا بدن) يعني روحا مجردا صرفا بلا بدن مطلقا قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري وهو تأكيد لما مر وبيان لتقدمه في الوجود والشرف فلم تزل مذ خلقتك تهللني وتمجدني أي تذكرني بالعظمة والجلال قضاء لشكر تلك النعمة وهي نعمة الوجود وأداء لحق الثناء بالذات ثم جمعت روحيكما في مادة بدنية لكما طيبة نورانية كامنة في صلب آدم فجعلتهما واحدة باعتبار تعلقهما بتلك المادة المركبة كتعلق المجموع بالمجموع على سبيل التوزيع فكانت تمجدني وتقدسني وتهللني لمثل ما مر وزيادة الثناء هنا لزيادة النعمة.
وهكذا كانت تنتقل تلك المادة من أصلاب طاهرة إلى عبد المطلب ثم قسمتها ثنتين في صلب عبد الله وأبي طالب وتقسيمها باعتبار تقسيم المادة وتعلق كل واحدة بما يخصه من تلك المادة المركبة، وقسمت الثنتين ثنتين حيث خلق محمدا مما في صلب عبد الله وخلق عليا مما في صلب أبي طالب وخلق الحسن والحسين مما في صلبهما فصارت أربعة محمد واحد من عبد الله وعلي واحد من أبي طالب والحسن والحسين اثنان منهما، فقد ظهر من ذلك أن بينهم كمال الاتصال في الوجودين، وهذا الذي ذكرناه على سبيل الاحتمال والله أعلم بحقيقة الحال.
هذا وقال الفاضل الأمين الإسترآبادي: من الامور المعلومة أن جعل المجردين واحدا ممتنع وكذلك قسمة المجرد فينبغي حمل الروح هنا على آل جسمانية نورانية منزهة عن الكثافة البدنية، وقال بعض الأفاضل: المراد بخلق الروحين بلا بدن خلقهما مجردين وبجمعهما وجعلهما واحدة جمعهما في بدن مثالي نوراني لاهوتي وبتقسيمهما تفريقهما وجعل كل واحد منهما في بدن شهودي جسماني واستحالة تعلق الروحين ببدن واحد إنما هي في الأبدان الشهودية لا في الأبدان المثالية اللاهوتية.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417