شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٢٢
وفيه تنبيه للعباد بالإنابة إليه عند صدور المعصية منهم.
قوله (إلا بلاغا من الله) استثناء من قوله لا أملك وما بينهما اعتراض مؤكد لنفي الاستطاعة أو من قوله (ملتحدا) يعني لن أجد ملتحدا إلا تبليغا من الله ورسالاته من غير زيادة ونقصان، ومنها رسالته في ولاية علي (عليه السلام).
قوله (ثم قال توكيدا) أي ثم قال توكيدا لأمر الولاية وتقريرا له: (ومن يعص الله ورسوله «في ولاية علي» فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) وفيه وعيد شديد للكافرين بولايته وفي مفهوم الشرط دلالة على أن المقر بها لا يدخل النار أو لا يخلد فيها، ولا ريب في الثاني وأما الأول فالروايات فيه مختلفة والله أعلم.
قوله (يعني بذلك القائم وأنصاره) تفسير لقوله (ما يوعدون) روى علي بن إبراهيم عن الحسين ابن خالد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في قوله عز وجل: (حتى إذا رأوا ما يوعدون) قال:
القائم وأمير المؤمنين صلوات الله عليهم في الرجعة. وفي قوله: (فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا) قال: وهو قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لزفر: والله يا ابن صهاك، لولا عهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا. فلما أخبرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يكون في الرجعة قالوا: متى يكون هذا؟ قال الله تعالى قل يا محمد: إن أدري قريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا.
وفي قوله تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) قال: يخبر الله تعالى رسوله (صلى الله عليه وآله) الذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار وما يكون بعده من أخبار القائم (عليه السلام) والرجعة والقيامة.
وروى أيضا بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (حتى إذا رأوا ما يوعدون) يعني الموت والقيامة (فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا) يعني فلان وفلان وفلان ومعاوية وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش من أضعف ناصرا وأقل عددا، قالوا: فمتى يكون هذا يا محمد؟ قال الله تعالى لمحمد: (قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا) قال: أجلا (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) يعني علي المرتضى من الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو منه فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا، قال: في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه زقا ويعلمه الله تعالى إلهاما والرصد التعليم من النبي (صلى الله عليه وآله) ليعلم النبي (صلى الله عليه وآله) أن قد أبلغ رسالات ربه وأحاط علي (عليه السلام) بما لدى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من العلم (وأحصى كل شيء عددا) ما كان أو يكون منذ خلق الله تعالى آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي، وكم من إمام جائر أو عادل يعرفه
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417