ولايتنا، قال: (والظالمين أعد لهم عذابا أليما) ألا ترى أن الله يقول: (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) قال: إن الله أعز وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)، قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم.
قلت: (ويل يومئذ للمكذبين) قال: يقول: ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية [[علي بن أبي طالب] (عليه السلام)]، (ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين) قال: الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء (كذلك نفعل بالمجرمين) قال: من أجرم إلى آل محمد وركب من وصيه ما ركب.
قلت: (إن المتقين)؟ قال: نحن والله وشيعتنا، ليس على ملة إبراهيم غيرنا وسائر الناس منها برآء، قلت: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون) الآية، قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيام والقائلون صوابا، قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا، فلا يردنا ربنا، قلت: (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين) قال: هم الذين فجروا في حق الأئمة واعتدوا عليهم، قلت: ثم يقال (هذا الذي كنتم به تكذبون)؟ قال: يعني أمير المؤمنين قلت، تنزيل؟ قال: نعم.
* الشرح:
قوله (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) قال القاضي: أي يريدون أن يطفئوا واللام مزيدة لما فيها من معنى الإرادة تأكيدا لها كما زيدت - لما فيها من معنى الإضافة تأكيدا لها - في لا أبا لك، أو يريدون الافتراء ليطفئوا نور الله يعني دينه أو كتابه أو حجته.
قوله (يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) بأفواههم) شبه طعنهم في نور الولاية وترغيبهم الخلق في الاعراض عنه بنفخ الفم على نور الشمس لقصد اطفائه وأن ذلك لمحال كما قال (والله متم نوره) يعني بنشره في قلوب المؤمنين وبسطه في صدور العارفين.
قوله (أرسل رسوله بالهدى ودين الحق) أي بالقرآن المعجز والولاية لوصيه وهي دين الحق وما سواها من الأديان باطل.
قوله (قال يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم (عليه السلام)) بهذا الجواب يندفع ما خلج في قلب من له زيغ من أن هذا الوعد لم يتحقق لأن دينه (صلى الله عليه وآله) ما غلب على جميع الأديان، وأما الجواب بأن دينه قد غلب على جميع الأديان إذ ما من دين إلا وهو مقهور لدين الإسلام فهو مدفوع بالضرورة.
وتحقيق ذلك الجواب أنه إذا ظهر القائم (عليه السلام) رفع عن الخلق جميع الأديان حتى لا يبقى فيهم دين