شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١١٨
ولايتنا، قال: (والظالمين أعد لهم عذابا أليما) ألا ترى أن الله يقول: (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) قال: إن الله أعز وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)، قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم.
قلت: (ويل يومئذ للمكذبين) قال: يقول: ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية [[علي بن أبي طالب] (عليه السلام)]، (ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين) قال: الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء (كذلك نفعل بالمجرمين) قال: من أجرم إلى آل محمد وركب من وصيه ما ركب.
قلت: (إن المتقين)؟ قال: نحن والله وشيعتنا، ليس على ملة إبراهيم غيرنا وسائر الناس منها برآء، قلت: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون) الآية، قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيام والقائلون صوابا، قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا، فلا يردنا ربنا، قلت: (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين) قال: هم الذين فجروا في حق الأئمة واعتدوا عليهم، قلت: ثم يقال (هذا الذي كنتم به تكذبون)؟ قال: يعني أمير المؤمنين قلت، تنزيل؟ قال: نعم.
* الشرح:
قوله (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) قال القاضي: أي يريدون أن يطفئوا واللام مزيدة لما فيها من معنى الإرادة تأكيدا لها كما زيدت - لما فيها من معنى الإضافة تأكيدا لها - في لا أبا لك، أو يريدون الافتراء ليطفئوا نور الله يعني دينه أو كتابه أو حجته.
قوله (يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) بأفواههم) شبه طعنهم في نور الولاية وترغيبهم الخلق في الاعراض عنه بنفخ الفم على نور الشمس لقصد اطفائه وأن ذلك لمحال كما قال (والله متم نوره) يعني بنشره في قلوب المؤمنين وبسطه في صدور العارفين.
قوله (أرسل رسوله بالهدى ودين الحق) أي بالقرآن المعجز والولاية لوصيه وهي دين الحق وما سواها من الأديان باطل.
قوله (قال يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم (عليه السلام)) بهذا الجواب يندفع ما خلج في قلب من له زيغ من أن هذا الوعد لم يتحقق لأن دينه (صلى الله عليه وآله) ما غلب على جميع الأديان، وأما الجواب بأن دينه قد غلب على جميع الأديان إذ ما من دين إلا وهو مقهور لدين الإسلام فهو مدفوع بالضرورة.
وتحقيق ذلك الجواب أنه إذا ظهر القائم (عليه السلام) رفع عن الخلق جميع الأديان حتى لا يبقى فيهم دين
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417