شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١١٩
إلا دين الإسلام، وقد نقل بعض المفسرين عن العياشي بإسناده عن عمران بن هيثم عن عباية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) مثل ذلك، وقال علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى: (والله متم نوره) يعني بالقائم من آل محمد إذا خرج يظهر الله الدين حتى لا يعبد غير الله تعالى وهو قوله (يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
قوله (قلت: هذا تنزيل قال: نعم) لعل هذا إشارة إلى ما ذكره في تفسير قوله تعالى: (ليظهره على الدين كله) وقد عرفت مما نقلناه سابقا عن صاحب الطرايف أن المراد بالتنزيل ما جاء به جبرئيل (عليه السلام) لتبليغ الوحي وأنه أعم من أن يكون قرآنا وجزءا منه وأن لا يكون فكل قرآن تنزيل دون العكس فعلى هذا قوله (عليه السلام) «وأما غيره فتأويل» يراد به ما ذكره في الآيات السابقة والله أعلم.
قوله «وأنزل بذلك قرآنا فقال يا محمد (إذا جاءك المنافقون)» هذا وإن سلم نزوله في عبد الله بن أبي وأضرابه لقضية مشهورة لكنه شامل لكل منافق حاله كحالهم وفعله كفعلهم لأن خصوص السبب لا يخصص عموم الحكم وكذلك كل من ذمه الله تعالى أو مدحه لصفة من الصفات أو أمر من الامور فهو عام يندرج فيه كل من اتصف بتلك الصفة، فلا يرد أن الآية نزلت في فرقة من أهل النفاق لأمر معلوم فكيف تحمل على غيرهم وينساق حكمها فيه؟!
قوله (قالوا نشهد) أكدوا كلامهم بتأكيدات لاقتضاء المقام ذلك وتقرير مضمونه في قلب السامع ورفع توهمه للخلاف ولذلك أيضا قال: (والله يعلم إنك لرسوله) مبالغة في التأكيد في وقوع المشهود به لأن ما علم الله وقوعه فهو واقع قطعا.
قوله (اتخذوا أيمانهم جنة) أي وقاية لأنفسهم وأموالهم ولحوق الضرر واللوم بهم.
قوله (فصدوا) أي فصدوا الناس ممن يقبل قولهم بإلقاء الشبهات الباطلة عن سبيل الله واتباع الطريق الموصل إليه والسبيل هو الوصي لأنه الهادي والداعي إليه.
قوله (إنهم ساء ما كانوا يعملون) من إظهار الإيمان وإبطال الخلاف وصد الناس عن سبيل الله.
قوله (ذلك بأنهم) أي ذلك المذكور من نفاقهم وكذبهم وسوء أعمالهم بسبب أنهم آمنوا برسالتك ظاهرا وكفروا بولاية وصيك باطنا.
قوله (فطبع الله على قلوبهم) قال في الصحاح: الطبع الختم وهو التأثير في الطين ونحوه يقال:
طبع الكتاب وعلى الكتاب إذا ختمه، والطابع بالفتح الخاتم ومنه طبع الله على قلبه إذا ختمه فلا يعى وعظا ولا يوفق لخير ولا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، وقال فيه أيضا: الرين الطبع. فالألفاظ الثلاثة متقاربة في المعنى، وقيل: الرين أيسر من الطبع والطبع أيسر من الختم والأقفال.
وتحقيق ذلك أن الله سبحانه خلق القلب نورانيا أبيض بمنزلة المرآة المجلوة الصافية فإذا أذنب
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417