شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٢٠
العبد جعل الله ذلك الذنب نقطة سوداء في قلبه فإن تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي النور والبياض فعند ذلك لا يرجع إلى خير أبدا، فهذه التغطية صحت نسبتها إليه سبحانه كما صحت نسبتها إلى الذنوب كما في قوله تعالى: (بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) وما ذكرنا دلت عليه الأخبار الكثيرة المعتبرة. ويقرب منه قول بعض المعتزلة:
إنها علامة يخلقها الله تعالى في القلب تعرف الملائكة (عليهم السلام) بها أن من خلقت فيه يذم فيلعنونه.
وقال بعضهم: هي إعدام اللطف وأسباب الخير، والتمكين من أسباب. ضده. وقال بعضهم: هي الشهادة عليهم. وقال محي الدين والآبي من علمائهم: هي عند أهل السنة خلق الكفر.
قوله (لا يعقلون بنبوتك) أي لا يدركون حقيتها وحقيقتها لفرط رسوخ الباطل في قلوبهم وعدم تفكرهم في المعجزات الباهرة والآيات الظاهرة الدالة على صحة نبوتك.
قوله (سواء عليهم استغفرت لهم) أي الاستغفار وعدمه متساويان في أنه تعالى لن يغفر لهم أبدا، وفيه إخبار بأنهم يموتون بغير إيمان.
قوله (إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) إلى طريق الخير والصلاح، يعني يسلب لطفه وتوفيقه عنهم لفرط رسوخهم في الكفر وشدة انهماكهم في الشر حتى أبطلوا بذلك استعداد قبول اللطف والتوفيق، أو المراد أنه لا يهديهم في الآخرة إلى طريق الجنة.
قوله (قال: إن الله ضرب مثل من حاد) أي مال، تقول: حاد عن الشيء يحيد حيودا وحيدا وحيدودة إذا مال عنه، وعدل يعني من مال عن ولاية علي كمن ضل عن الطريق ويمشي على وجهه مثل الحيات والعقارب لا يهتدي لأمره ويتحير فيه حيث لا يبصر إلا موضع قدمه فلا يقدر على أن يدرك طريق مقصده، وجعل من تبع عليا (عليه السلام) واتخذه علما هاديا سويا قائما سليما من العثار، ناظرا إلى جميع جوانبه، عارفا بطريق الخير والشر، يمشي على صراط مستقيم يوصل سالكه المقصود، والصراط المستقيم أمير المؤمنين (عليه السلام).
قوله (يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي) أشار إلى أن الرسول الكريم جبرئيل (عليه السلام) وهو مكرم ومعزز من عند الله تعالى يأتي بالوحي من قبله، وأن الضمير في قوله «إنه» راجع إلى ولاية علي (عليه السلام) وتخصيصه بالقرآن غير موجه، نعم يمكن إرجاعه إلى المنزل ليعم ما نحن فيه لأنه من أفراد المنزل وكأنه المراد هنا.
قوله (قليلا ما تؤمنون) أي ما تؤمنون بالولاية إيمانا قليلا عند ظهور كونها من قبله تعالى لفرط الحسد والعناد.
قوله (قالوا: إن محمدا كذاب) قيل: نقل أنه (صلى الله عليه وآله) لما نصب عليا ونزلت آية المودة قال الذين لم
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417