قوله (قلت: (إنها لإحدى الكبر) قال الولاية) أقسم الله تعالى ببعض مخلوقاته لتقرير عظمة الولاية فقال «كلا» وهو ردع لإنكار الولاية (كلا والقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر) أي الولاية إحدى النعم الجسام والأمور العظام التي لا نظير لها، وهذا أولى من إرجاع الضمير إلى سقر ووصفها بأنها إحدى الكبر أي بلية عظيمة كما قيل بقرينة قوله تعالى: (نذيرا للبشر) لأن نسبة الإنذار إلى علي (عليه السلام) أولى من نسبته إلى سقر.
قوله (قال: من تقدم إلى ولايتنا اخر عن سقر) يعني هو ناج منها لا يدخلها أبدا.
قوله (ومن تأخر عنا تقدم إلى سقر) يعني ومن تأخر عن ولايتنا ومحبتنا تقدم إلى سقر وسبق في الدخول فيها.
قوله (إلا أصحاب اليمين) قال الله تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين).
قال (عليه السلام): هم - أي أصحاب اليمين - والله شعيتنا وهم الذين فكوا رقابهم عن الرهانة بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام). روى علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اليمين أمير المؤمنين (عليه السلام) وأصحابه شيعته.
قوله (قلت: لم نك من المصلين قال: إنا لم نتول) حكى الله تعالى المكالمة بين أصحاب اليمين وغيرهم فقال: (إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما لهم عن التذكرة معرضين) روى علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قالوا لم نك من المصلين) أي لم نك من أتباع الأئمة صلوات الله عليهم (ولم نك نطعم المسكين) قال: حقوق آل محمد (صلى الله عليه وآله) من الخمس لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وهم آل محمد صلوات الله عليهم (وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين (أي يوم المجازات) حتى أتانا اليقين (أي الموت) فما تنفعم شفاعة الشافعين) قال: لو أن كل ملك مقرب ونبي مرسل شفعوا في ناصب آل محمد صلوات الله عليهم ما شفعوا فيه (فما لهم عن التذكرة معرضين) قال: يذكرهم من موالاة أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
قوله (يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا) لعل المراد أن عهد الولاية مندرج تحت النذر وإن كان الظاهر منه خلافه وقد مر.
قوله (قال: نعم ذا تأويل) لعل المراد نعم هذا وهو ما ذكر في نحن نزلنا تنزيلا وذا وهو ذكر في (يوفون بالنذر) تأويل.
قوله (قال الولاية) تفسير لهذه والحمل للمبالغة لأن التذكر إنما تحصل بالولاية ولهذا هلك كل من تركها تمسك في الدين برأيه أو بأحمق آخر مثله.