يشقى) أي في الآخرة (ومن أعرض عن ذكري) أي هداي أي الذاكر والداعي إلى سبيلي وعبادتي وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) فإن له معيشة ضنكا.
قوله (يعني أعمى البصر في الآخرة) دل على أن المراد به أعمى البصر قوله تعالى: (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا).
قوله (كذلك) أي مثل ذ لك فعلت ثم فسره بقوله: (أتتك آياتنا فنسيتها).
قوله (يعني من أشرك) تفسير لمن أسرف لأن الشرك أقوى أفراد الإسراف.
قوله (ترك الأئمة معاندة) بيان لقوله (ولم يؤمن بآيات ربه) وإشارة إلى أن الآيات الأئمة، وفي ذكر المعاندة إشعار بأن من تركهم لا معاندة بل لشبهة لا يجزي بهذا الجزاء المخصوص وهو حشره أعمى البصر ولا بعد فيه، والله أعلم.
قوله (الله لطيف بعباده) أي يعلم ظاهرهم وباطنهم وسرائرهم وضمائرهم يرزق من يشاء منهم ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) باللطف والتوفيق لقبولها لصفاء قلبه ولينة طبعه وحسن استعداده.
قوله (قال: معرفة أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة) المراد بإرادة معرفته إرادتها مع التصديق والإذعان بولايته وحقوقه وإنما شبه معرفته بالحرث وهو إلقاء البذر في الأرض لاستلزامها منافع جليلة وفوائد جزيلة في الآخرة ومن ثم قيل: الدنيا مزرعة الآخرة.
قوله (نزيده منها) تفسير قوله: (نزد له في حرثه) وإشارة إلى أن «في» بمعنى (من) للتعليل وهي قد تجيء له كما صرح بعض المحققين وضمير التأنيث راجع إلى الحرث باعتبار أنه عبارة عن المعرفة يعني نزيده من أجل تلك المعرفة، ثم بين تلك الزيادة بقوله يستوفي نصيبه من دولتهم وهي دولة المنتظر (عليه السلام) وفيه دلالة على رجعة الشيعة كلهم مع احتمال تخصيصها بالخلص، أو حصول زيادة الفيض حينئذ لأرواحهم بدونها، والله أعلم.
قوله (ومن كان يريد حرث الدنيا) لعل المراد به متاع الدنيا، أو معرفة أئمة الجور والإقرار بولايتهم ولعل الأخير أظهر بقرينة المقابلة.
قوله (ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب) دل بحسب الظاهر على أن المراد بالآخرة ساعة قيام القائم (عليه السلام) سميت بالآخرة لأنها من علاماتها، ويحتمل أن يراد بالآخرة القيامة ويجعل انتفاء النصيب في دولة الحق دليلا على انتفائه في القيامة لاستحالة تحقق الملزوم بدون اللازم، والله أعلم (1).