شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١١٣
الرحمن عهدا)؟ قال: إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده فهو العهد عند الله، قلت: قوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)؟ قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله تعالى، قلت: (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا)؟ قال: إنما يسره الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنين (عليه السلام) علما، فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين وهم الذين ذكرهم الله في كتابه لدا أي كفارا. قال: وسألته عن قول الله: (لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون) قال: لتنذر القوم الذين أنت فيهم كما أنذر آباؤهم فهم غافلون عن الله وعن رسوله وعن وعيده (لقد حق القول على أكثرهم (ممن لا يقرون بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من بعده) فهم لا يؤمنون) بإمامة أمير المؤمنين والأوصياء من بعده، فلما لم يقروا كانت عقوبتهم ما ذكر الله (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون) في نار جهنم، ثم قال: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) عقوبة منه لهم حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من بعده هذا في الدنيا، وفي الآخرة في نار جهنم مقمحون، ثم قال: يا محمد (وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) بالله وبولاية علي ومن بعده، ثم قال: (إنما تنذر من أتبع الذكر (يعني أمير المؤمنين (عليه السلام)) وخشي الرحمن بالغيب فبشره (يا محمد) بمغفرة وأجر كريم).
* الشرح:
قوله (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات) بنفسها أو ببيان الرسول (صلى الله عليه وآله) أو واضحات الاعجاز وأعظمها الأئمة (عليهم السلام).
قوله (خير مقاما وأحسن نديا) المنصوب تمييز أي خير من حيث المكان أو المنزلة وأحسن من حيث المجلس والمجتمع، والندي على فعيل مجلس القوم ومتحدثهم ما داموا فيه وإن تفرقوا فليس بندي.
قوله (اقروا لأمير المؤمنين) أي أقروا بالولاية له.
قوله (تعييرا منهم) مفعول له ل‍ (قال) والضمير للذين كفروا وهم عيروا الكاملين بالفضل والكمال بقلة المال وافتخروا عليهم من كثرته وكثرة زهرات الدنيا وأسباب العيش واعتقدوا لقلة عقلهم بزيادة حظهم فيما على فضلهم لأنهم كانوا لا يعملون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا، فقال الله تعالى ردا عليهم مع التهديد: (وكم أهلكنا قبلهم من قرن) من الامم السالفة (هم أحسن أثاثا ورءيا) والأثاث متاع البيت والرأي; من همزه جعله من المنظر من رأيت وهو ما رأته العين من حال حسنة أو كسوة ظاهرة، ومن لم يهمزه إما أن يكون على تخفيف الهمزة أو يكون من رويت ألوانهم
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417