شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١١٥
بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: قل يا علي اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا فأنزل الله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).
قوله قلت (فإنما يسرناه بلسانك) مثل هذا السؤال والجواب رواه علي بن إبراهيم بأسناده المذكورة في الحاشية السابقة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) بلا تفاوت إلا إنه قال بدل قوله (عليه السلام) (على لسانه حين أقام) «على لسان نبيه حتى أقام».
قوله (ما أنذر آباؤهم) دل على أن «ما» موصولة لا نافية كما ذهب إليها بعض المفسرين.
قوله (لقد حق القول) وهو الوعيد بالقتل في الدنيا بيد الصاحب (عليه السلام) والعقوبة بالنار في الآخرة.
قوله (فهم مقمحون) لا يقدرون على أن يطأطئوا رؤوسهم من الإقماح وهو رفع الرأس وغض البصر، يقال: أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من صيقه.
قوله (وجعلنا من بين أيديهم سدا) لما أنكروا ولاية الأئمة (عليهم السلام) وضربوا في الجهالة أخذ الله أبصارهم وسمعهم وقلوبهم فصاروا بحيث لا يدركون الهدى وطريق الحق، فالسد الأول مانع من إبصار الآيات والثاني مانع من استماعها والإغشاء مانع من إدراكها والاستدلال بها والمتفرع على جميع ذلك انتفاء الهداية وإدراك الحق. وشبههم بمن أحاط بهم سدان فغطى أبصارهم بحيث لا يبصرون قدامهم ولا خلفهم في أنهم محبوسون في مطمورة الجهالة ممنوعون عن النظر في الآيات والدلائل.
قوله (عقوبة منه لهم حيث أنكروا) «عقوبة» تعليل للجعل «حيث» تعليل للعقوبة أو لجعل المعلل بها.
قوله (هذا في الدنيا) أي الجعل المذكور أو العقوبة المذكورة والتذكير باعتبار العقاب عقوبة لهم في الدنيا يسلب اللطف والتوفيق عنهم، وأما في الآخرة فهم في نار جهنم مقمحون.
قوله (ثم قال يا محمد وسواء - الخ) لما علم الله تعالى أنه لا يؤمنون به وبالولاية وأخبر نبيه به قطعا لطمعه فقال: (وسواء) أي مستو عليهم إنذارك وتخويفك إياهم بالمخالفة والعقوبة وعدمه وأداة الاستفهام هنا مجردة عن معناه مستعملة لمجرد تقرير معنى الاستواء وتأكيده كما ذكره بعض المفسرين.
قوله (ثم قال (إنما تنذر من أتبع الذكر)) الذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) والموصول من تبعه وأقروا بولايته إلى يوم القيامة وإنما خص الإنذار بهم لأنهم ينفعهم دون غيرهم فجعل إنذارهم الغير لعدم تحقق ثمرته فيهم بمنزلة عدمه.
قوله (وخشي الرحمن بالغيب) قيل: خاف عقابه قبل حلوله ومعاينة، أهواله، أو في سره وحال
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417