وجلودهم ريا أمتلئت وحسنت. وقال علي بن إبراهيم: عني به الثياب والأكل والشرب، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الأثاث المتاع وأما رءيا فالجمال والمنظر الحسن.
قوله (من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا) قال القاضي: فيمده ويمهله بطول العمر والتمتع به وإنما أخرجه على لفظ الأمر إيذانا بأن إمهاله مما ينبغي أن يفعله استدراجا وقطعا لمعاذيره كقوله تعالى: (انما نملي لهم ليزدادوا إثما) وكقوله: (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير) انتهى، وإنما قال: الرحمن، للدلالة على شدة طغيانهم وقوة عصيانهم لأن المتصف بالرحمة الكاملة لا يعذب إلا من اشتد طغيانا كما قيل مثل ذلك في غضب الحليم.
قوله (فيصيرهم الله شرا مكانا وأضعف جندا) أي أضعف فئة وأنصارا قابل بالأول قولهم: (خير مقاما) للتنبيه بأنه يصير أمرهم حينئذ إلى عكس ما قدروه لأنفسهم ويعود افتخارهم وتمتعهم بمتاع الدنيا وبالا عليهم، وقابل بالثاني قولهم: (وأحسن نديا) للإشعار ببطلان حسن تأديبهم وتعاونهم وتعاضدهم حينئذ بالكلية فيعودون ضعفاء يتبرأ بعضهم من بعضهم.
قوله (أما العذاب وأما الساعة) من باب منع الخلو فيجوز الجمع فيرون الساعة وهي زمان خروج القائم (عليه السلام) ويرون العذاب وهو القتل بأيدي عساكره المنصورة، أو من باب منع الجمع أيضا بأن يراد بالساعة ما ذكر وبالعذاب العذاب عند الموت قبلها.
قوله (قال: يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى) لأن الشهادة العينية تنضم إلى الشهادة الغيبية فتصير نورا على نور، وفيه دلالة على بطلان قول من ذهب إلى الإيمان لا يزيد ولا ينقص.
قوله (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) ضمير الجمع للعباد كلهم بدليل الاستثناء والمستثنى في محل الرفع على البدل منه، والعهد ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) قال علي بن إبراهيم: حدثنا جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) قال: لا يشفع ولا يشفع إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا إلا من أذن له بولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه والأئمة (عليهم السلام) من بعده فهو العهد عند الله تبارك وتعالى.
وقد فسر العهد بالوصية عند الموت ودلت عليه أيضا الرواية عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه الطاهرين (عليهم السلام) وكيفيتها مذكورة في تفسير علي بن إبراهيم، ولا منافاة بين الروايتين لأن القرآن ذو وجوه مختلفة كلها مقصودة.
قوله (قال ولاية أمير المؤمنين هي الود) قال علي بن إبراهيم في تفسير قوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية، قال الصادق (عليه السلام): كان سبب نزول هذه الآية أن أمير المؤمنين (عليه السلام) جالسا