شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٠٧
هذه الجملة على السابقة لانقطاعها عنها أو لأنها مستأنفة، فكأن السائل لما سمع أن الرحمة في الآية السابقة عبارة عن طاعة الإمام سأل عن الرحمة التي في هذه الآية فاجابه بأن الرحمة فيها عبارة عن علم الإمام، فليتأمل.
قوله (فسأكتبها) أي فساثبت الرحمة وإقرارها عند ظهور المهدي (عليه السلام) للذين يتقون ولاية غير الإمام العدل وطاعته (ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا) أي بالأئمة يؤمنون (الذين يتبعون النبي الامي الذين يجدونه (أي النبي والوصي) مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) أسماء وصفة وإنما أفرد الضمير لأن أمرهما أمر واحد ومتابعتهما كمتابعة واحد والقائم يأمرهم بالمعروف إذا قام وظهر، وينهاهم عن المنكر (1) وهو جحد فضل الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويحل لهم الطيبات وهي أخذ العلوم والأحكام من أهلها، ويحرم عليهم الخبائث وهي قول من خالف الإمام وأخذ العلم من غير أهله، ويضع عنهم إصرهم بالتوبة والرجوع إلى الإمام والإصر هي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام، ويضع عنهم الاغلال التي كانت عليهم وهي قوله: بما لم يؤمروا به، من ترك فضل الإمام فلما عرفوا فضله ورجعوا عما كانوا عليه وضع عنهم آثام ذلك.
قوله (والإصر الذنب) الإصر في الأصل الحبس والثقل الذي يأصر حامله أي يحبسه في مكان لفرط ثقله، ثم شاع استعماله في الوزر والذنب العظيم فهو أعم من الذنب والتعريف اللفظي بالأعم جايز.
قوله (وهي الآصار) أي الأغلال وهي جمع إصر كأحمال جمع حمل.
قوله (ثم نسبهم) أي ذكر نسبهم وحليتهم وصفاتهم الكاملة فقال: (الذين آمنوا) يعني بالإمام وفي القرآن (فالذين آمنوا به وعزروه) أي عظموه بالتقوى والكمال ونصروه في أمر الدنيا والدين باليد واللسان (واتبعوا النور الذي أنزل معه) أي واتبعوا مع اتباعه النور الذي انزل فيكون «معه» متعلقا باتبعوا. ولعل المراد بالنور القرآن سمى به لأنه مظهر لحقائق الأشياء كما أن النور مظهر للأشياء. وقال علي بن إبراهيم: هو أمير المؤمنين (عليه السلام).
قوله (والعبادة طاعة الناس) الطاعة لأحد تسمى عبادة ولذلك قال الله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان) وقد مر أن المطاع إن كان من أهل الحق كانت الطاعة له طاعة الله

1 - قوله (وينهاهم عن المنكر) قول الشارح وهو جحد فضل الإمام يدل على أنه قرأ (منكر) بفتح الكاف بصيغة اسم المفعول وفي متن الرواية «والمنكر من أنكر فضل الإمام» يدل على أن «المنكر» بكسر الكاف بصيغة اسم الفاعل، واحتمال صدوره من الإمام (عليه السلام) غير ممكن لأنه خلاف الواقع والصحيح حمله على وهم الراوي وأن ما صدر عن الإمام (عليه السلام) إن كان صدوره منه صحيحا عبارة مفادها ما فهمه الشارح. (ش)
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417