أقول: ثم إنهم لما غفلوا - إلا من شاء الله - عن تذكرة في عالم هذه الأبدان إما لعدم شرط التذكر أو لوجود مانع منه بعث الله الأنبياء تكليفا لهم ثانيا لدفع الغفلة وتكميل الحجة والغفلة عن التكليف الأول لتعلقهم بالعوائق وتمسكهم بالعلائق المانعة من التذكر لا يوجب خلوه عن الفائدة.
قوله (والإقرار له بالربوبية) وهو بالجر عطف على الذر أو على الولاية والأول أولى لأنه أعم حيث يشمل الشيعة وغيرهم.
* الأصل:
94 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفري، عن أبي جعفر (عليه السلام). وعن عقبة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله خلق الخلق، فخلق ما أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال: فقلت: وأي شيء الظلال؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شيء وليس بشيء، ثم بعث الله فيهم النبيين يدعونهم إلى الإقرار بالله وهو قوله: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) ثم دعاهم إلى الإقرار بالنبيين، فأقر بعضهم وأنكر بعضهم، ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض وهو قوله:
(فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): كان التكذيب ثم.
* الشرح:
عن عبد الله بن محمد الجعفري) كذا في النسخ ولم أره في الرجال والأولى الجعفي وهو من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) وسيجئ في خامس باب مولد الزهراء (عليها السلام) رواية رجال هذا السند بأعيانهم عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) وأبي عبد الله (عليه السلام) وهو يؤيد ما قلناه.
قوله (وعن عقبة) كان عقبة بن قيس بن سمعان، وعطف على صالح بن عقبة وهو ابنه لجواز أن يروي عنه محمد بن إسماعيل بن بزيع كما يروي عن ابنه.
قوله (قال: إن الله خلق الخلق فخلق ما أحب مما أحب) قد ذكرنا في باب خلق أبدان الأئمة أنه تعالى لما علم أعمال العباد وعقائدهم في الأعيان من الخير والشر خلق أبدان أهل الخير من طينة الجنة وخلق أبدان أهل الشر من طينة النار ليرجع كل إلى ما هو أهل له ولايق به وأن أعمالهم سبب لخلق الأبدان على الوجه المذكور دون العكس، وأن كثيرا من الشبهات يندفع (1) بهذا التقرير وقد