قوله (يحبونهم كحب الله) أي يعظمونهم كتعظيم الله تعالى واطاعته ويسوون بينه وبينهم في الطاعة والتعظيم والمحبة ومحبة العبد له إرادة طاعته والاعتناء بتحصيل مراضيه وكمال الانقياد له في أوامره ونواهيه ومحبته للعبد إرادة اكرامه وإحسانه وصونه عن المعاصي وإقامته في مقام مرضاته.
قوله (قال هم والله أولياء فلان وفلان) يعني أراد بالأنداد أئمة الجور وبمن الناس أولياءهم المطيعون لهم والتابعون لأمرهم ونهيهم، وقد فسر الأنداد بذلك أيضا جماعة من مفسري العامة ومنهم من فسرها بالأصنام، ومنهم من قال: المراد أعم منهما وهو كل من يشغل عن الله سواء كان أئمة جور أو أصناما.
قوله (فلذلك قال ولو يرى الذين ظلموا) استدلوا على ان المراد بالأنداد أئمة الجور دون الأصنام كما ظن بوجهين: أحدهما الإتيان بضمير جمع المذكر العاقل وهو لا يناسب الأصنام وثانيهما التبري من الطرفين وإنكار كل من التابع والمتبوع الآخر وهو لا يتصور من هذا، وقوله «يرى» بمعنى يعلم، وقوله «أن القوة لله جميعا» في موضع مفعولية وجواب «لو» محذوف ويرون من الرؤية العينية يعني لو يعلم الذين ظلموا على أنفسهم باتخاذ الأنداد أن القوة لله جميعا إذا عاينوا العذاب يوم القيامة لندموا على ما فعلوا أشد الندم، وقيل: أن القوة لله جميعا متعلق الجواب والمفعولان محذوفان والتقدير: لو يرى الذين ظلموا أن الأنداد لا تنفع لعلموا أن القوة لله جميعا، لا ينفع ولا يضر غيره.
قوله (إذ تبرأ الذين اتبعوا) أي لو يرى الذين ظلموا إذ تبرأ المتبعون من اتباعهم أن القوة لله جميعا فهو بدل من قوله «إذ يرون العذاب».
قوله (ورأوا العذاب) حال عن فاعل تبرأ بتقدير قد أي رائين ويحتمل أن يكون معطوفا على «تبرأ».
قوله (وتقطعت بهم الأسباب) عطف على رأوا وحكمه حكمه، والأسباب جمع السبب وهو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء ثم استعير لكل ما يتوصل به إلى شيء من التوافق والتودد والاتباع على الدين والأغراض الداعية إليه وغير ذلك، والباء في «بهم» للسببية أي بسبب كفرهم أو بمعنى عن، كما في قوله تعالى (فاسئل به خبيرا) أو للملابسة والظرف حال.
قوله (لو أن لنا كرة) «لو» للتمني و «لنا» فاعل فعل محذوف أي نتمنى أن يثبت لنا كرة ورجعة إلى الدنيا وإنما تمنوا ذلك لأن التبرى منهم في الآخرة لا يغيضهم لأنهم في هول هائل.
قوله (كذلك يريهم الله) أي مثل تلك الإراءة الفظيعة يريهم الله يوم القيامة أعمالهم القبيحة حسرات وندامات عليهم وهي مفعول ثالث ليريهم إن كان رؤية القلب، وإلا فحال.