إن كنت لأظن ان ذلك تام حين انزل الله الآية فقال في جوابها: يكون ذلك ما شاء الله، وحاصل الجواب أن ما دلت عليه الآية من ظهوره على الدين كله ليست قضية دأئمة، وقال: قوله «يا ليتني مكانه» لما يرى من تغيير الشريعة أو لما يرى من البلاء والمحن والفتنة، وبالجملة تغيير الشرائع ووقوع الهرج في العالم وظهور الفتن والبلايا ورجوع الناس عن الإسلام علامات أشراط الساعة عند العامة والخاصة.
* الأصل:
3 - محمد بن يحيى والحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن الحسن بن محمد الصيرفي، عن جعفر بن محمد الصيقل، عن أبيه، عن منصور قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا منصور! إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس ولا والله حتى تميزوا، ولا والله حتى تمحصوا، ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد.
* الشرح:
قوله (إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس) اليأس ضد الرجاء والإياس مصدر أيأس والأصل ايئاس بوزن إفعال حذف منه الهمز الذي هو عين الكلمة تخفيفا.
قوله (حتى تميزوا) قد ثبت أنه قد يقع الامتحانات والاختبارات قبل خروج القائم (عليه السلام) بخروج الدجال والسفياني وظهور الآراء المختلفة والرايات المتكثرة واختلاط الأديان حتى يرجع أكثر الخلق عن الأديان، نعوذ بالله من شر ذلك الزمان.
قوله (حتى يشقى من يشقى) أي حتى يشقى من كان في شأنه الشقاء وكتب في بطن أمه أنه من الأشقياء ويسعد من كان في شأنه السعادة وكتب في بطن أمه أنه من السعداء، فيبرز في كل منهما ما كان مستورا فيه ويميز كل واحد من الآخر.
* الأصل:
4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) ثم قال لي: ما الفتنة؟ قلت:
جعلت فداك، الذي عندنا الفتنة في الدين، فقال: يفتنون كما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب.
* الشرح:
قوله (الفتنة في الدين) أي الامتحان بشدائد التكليف من مفارقة الأوطان ومقاتلة الإخوان ومحاربة الأقرباء ومجاهدة الأعداء والإتيان بالطاعات والهجران عن الشهوات والصبر على الفقر والقحط وأنواع المصائب في الأنفس والأموال وبمصابرة الكفار على أذاهم وكيدهم واضرارهم