قوله (وكان يتقيه السلطان) (1) المراد بتقية السلطان منه تركه خلاف الشرع بحضرته خوفا من هتكه، أو رعاية لحرمته.
قوله (وكان الرجل معنيا بدينه) يقال عنيت بديني بضم أوله أعني به عناية فأنا به معنى وعنيت به بفتح أوله فأنا به عان والأول أكثر أي اهتممت به واشتغلت به.
قوله (يترصد أبا الحسن (عليه السلام)) أي يقعد له في طريقه يترقبه وينتظر لقاءه.
قوله (وأشار [بيده] إلى ام غيلان) هو شجر السمر من شجر الطلح.
قوله (فقل لها يقول لك موسى بن جعفر أقبلي) النداء للشجرة مع أن الخطاب في عرف العقلاء لمن يعقل باعتبار أنه (عليه السلام) لما علم اعدادها لما يروم منها واستعدادها لقبول أمر الله بما أراد منها أمر بخطابها خطاب من يعقل استعارة ملاحظة شبهها بمن يعقل في إجابة دعاء رسوله وإتيانه، وإنما لم يدعها في نفسه ولم يخاطبها بنفسه. بل أمر غيره بالخطاب لأنه بقبول المخاطب الطالب لدليل أنسب، وإلى إقراره وإذعاته بحق الإمام أقرب ووجود ما رام منها عقيب الخطاب اغرب، واستقرار الإعجاز في نفس الحاضر أبلغ وأعجب لتوجه ذهنه إلى أنها سمعت ذلك النداء وعقلت ذلك الخطاب مع أنها ليست من شأنها ذلك، وهذه دلالة أخرى غير حركتها وانتقالها من مكانها. ثم الظاهر أن الله تعالى خلق فيها الحياة وما يكون مشروطا بها من السمع والفهم حتى أدركت بذلك الخطاب وفهمته وهذا أحسن مما قيل من أن الخطاب في الأصل لله تعالى فإنه قال: اللهم إن هذه الشجرة أثر من آثارك الدليل على وجودك. اللهم أن جعلت فلانا إماما فاجعل ما سألت منها صادقا على صدق دعواه ولما كانت الشجرة محل ما سأل من الله خاطبها لذلك فعلى هذا يكون مجازا من باب إقامة السبب مقام المسبب. ومما قيل من أن الخطاب في الأصل للملائكة المقربين بالشجرة لأن فيما ذكرنا غنته عن هذه التكلفات.
* الأصل:
9 - محمد بن يحيى وأحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن الطيب، عن عبد الوهاب بن منصور، عن محمد بن أبي العلاء قال: سمعت يحيى بن أكثم - قاضي سامراء بعدما جهدت به وناظرته وحاورته وواصلته وسألته عن علوم آل محمد - فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرأيت محمد بن علي الرضا (عليه السلام) يطوف به، فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي، فقلت له: والله إني أريد أن أسألك مسألة وإني والله لأستحيي من ذلك، فقال لي: أنا أخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الإمام، فقلت: هو والله هذا،