لأهل الدراية لأبي الفتح محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الفرغاني ثلاثة أحاديث، ومنها خبر سطيح رواية الحميدي أيضا ثلاثة أحاديث، ومنها من كتاب الاستيعاب لأبي عمر يوسف بن عبد البر النميري حديثان.
وقال الشيخ محي الدين في الفتوحات: إن لله خليفة يخرج من عترة رسول الله من ولد فاطمة (عليهما السلام) يواطئ اسمه اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) جده الحسين بن علي (عليهما السلام) يبايع بين الركن والمقام يشبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الخلق يفتح الخاء وينزل عنه في الخلق بضمها، أسعد الناس به أهل الكوفة يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا، يضع الجزية ويدعو إلى الله بالسيف ويرفع بالمذاهب عن الأرض ولا يبقى إلا الدين الخالص، إلى آخر ما ذكره وفيه دلالة على تشيعه والله أعلم.
قوله (يضل فيها أقوام ويهتدي آخرون) المهتدون في غيبته هم المقرون به وبوجوده والضالون هم المنكرون لوجوده والقائلون بأن العصر خال عنه وإن قالوا بأنه سيوجد.
قوله (ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين) لعل السائل سأل عن مقدار زمان الغيبة والحيرة معا فأجاب (عليه السلام) بأن زمان مجموعهما أحد الأزمنة المذكورة وبعد ذلك ترتفع الحيرة وتبقى الغيبة، والترديد بالنسبة إلى تفاوت مراتب الأشخاص، فقد ترتفع حيرة شخص بعد ستة أيام وترتفع حيرة الآخر بعد ستة أشهر أو ست سنين، ويحتمل أن يكون المراد أن الغيبة والحيرة في ذلك القدر من الزمان أمر محتوم ويجري لله فيهما البداء بعد ذلك، ويؤيده ظاهر ما سيأتي من قوله: فإن له بداءات، والترديد للابهام وقصد عدم تعيينه وقال الفاضل الأمين الأسترآبادي على ما نقل عنه: المراد أن آحاد مدة الغيبة هذا القدر، فيكون ظهوره في السابع ليوافق الأحاديث الدالة على أن ظهوره في فرد من السنين، ولما تجاوز مدة الآحاد ومدة الآحاد مع العشرات بقيت مدة الآحاد مع المئات ومدة الآحاد مع الألوف فيمكن أن يكون زمان الغيبة ثمانمائة وستة أيام أو ثمان مائة وستة أشهر أو ثمانمائة وست سنين أو الفا وستة أيام أو الفا وستة أشهر أو ألفا وست سنين.
أقول: وعلى هذا لما مضت في عصرنا ثمانمائة مع الآحاد المذكورة بقي احتمال تسعمائة منها والترديد لما مر أخيرا.
قوله (كما أنه مخلوق) لعل المراد أن غيبته أمر محتوم كما أن خلقه كذلك.
قوله (وأنى لك هذا) لعل المراد هو الإشارة إلى أنه لا يدرك عصره وأن الذين يدركونه ويقرون به وبغيبته أفضل الأمة.
قوله (ثم ما يكون بعد ذلك) ذلك الإشارة إلى المذكور من الأزمنة، يعني هل ترفع الغيبة بعده