قوله (أو ما حلت به الرسل) في بعض النسخ «أو ما مضت» وفي بعضها «أو ما جاءت» والأشهر في الرواية هو الأول.
قوله (وأنه لكلام يكل به لسانه الناطق [حتى يكل لسانه]) هكذا في أكثر النسخ المعتبرة وليس في بعضها قوله «حتى يكل لسان» وهو الأظهر ولعل المعنى على تقدير وجوده أن الكلام الذي في رأسي يكل به لسانه الناطق الفصيح ويعجز عن إبدائه حتى يبلغ غاية الكلال ويعجز عن النطق به بالكلية، وهذا ليس من باب الجزاف والتخمين بل هو حق ثابت في نفس الأمر إذ لا يعلم مدايح أهل البيت وشرف فضائلهم وعلو منزلتهم إلا الله تعالى.
قوله (ويد الكاتب حتى لا يجد قلما ويؤتوا بالقرطاس حمما فلا يبلغ فضلك) ضمير «لا يجد» للكاتب و «قلما» في حيز الاستغراق وضمير «يؤتوا» للناس وهو معطوف على «لا يجد» والعائد محذوف وهو منه، والحمم بضم الحاء وفتح الميم جمع الحممة كذلك وهي الفحمة والشيء الأسود، والفاء في قوله «فلا يبلغ» للتفريع وضمير يبلغ للكاتب أو للقرطاس، وفي كثير من النسخ «ولا يبلغ» بالواو للحال وهو الأظهر، ولعل المعنى أنه لكلام يكل به يد الكاتب لكثرة حركتها في كتابته حتى لا يجد قلما أصلا لصرف كله في الكتابة وحتى يؤتوا أي الناس من جانب الكاتب بالقراطيس كلها مسودة مملوة بفضائلك فلا يبلغ الكاتب أو القرطاس «فضلك بل المكتوب قليل من كثير وهذا ليس من باب الاغراق إذ لو صارت الأشجار أقلاما والأفلاك وما فيها قرطاسا والبحور مدادا لنفدت قبل أن تنفد كلمات فضائلهم (عليهم السلام).
قوله (كان فقيها قبل أن يخلق) أراد بخلقه خلق جسمه، وقد روي أن الأرواح المطهرة قبل تعلقها بالأبدان المقدسة كانوا عالمين معلمين للملائكة أيدهم الله تعالى بنوره وأفضلهم بقربه والقول بأن المراد أنه كان فقيها في علم الله قبل خلقه بعيد جدا.
قوله (سلمنا ورضينا) التسليم هو الإذعان والانقياد قولا وفعلا ظاهرا وباطنا، والرضا هو السرور بمر القضاء وإرادة الحق والسكون إلى أحكامه، والفرق بينهما كالفرق بين السبب والمسبب فإن الرضا سبب التسليم ومقدم عليه والتسليم فوقه.
قوله (من بغيره يرضى) أي من يرضى بغير الحسين (عليه السلام) فالظرف متعلق بما بعده والضمير المجرور راجع إلى الحسين (عليه السلام) و «يرضى بالياء» غائب مذكر وفاعله راجع إلى «من» والاستفهام للإنكار، وأما قراءة «نرضى» بالنون على أن يكون متكلما مع الغير كما في بعض النسخ فلا يخلو ما فيه لخلو «من» عن العائد إليه إلا أن يقدر أو يجعل ضمير المجرور له، والأخير واه.