والثبت كما يشعر به تقييد أبواب السماء بمصعد عمله، ويحتمل إرادة جميعهم أيضا، ولعل وجه بكائهم مع أن المؤمن إذا مات فرغ من التعب والآلام الدنيوية وخرج من السجن إلى النعيم واللذات الدائمة الاخروية امور:
الأول: طول مصاحبتهم له في هذه الدار وكمال انسهم به في هذا البدن فيشد عليهم مفارقته.
الثاني: فراغهم عن كتب حسناته الموجبة لرفع درجاته.
الثالث: انقطاع إعانته للمؤمنين وزوال نصرته لهم.
الرابع: مقاساته لكرب الموت وتحمله لشدائده واشتد ذلك عليهم فبكوا لأجله ترحما له.
(وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها) الموصول مع صلته إما صفة للبقاع أو صفة للأرض، وعلى التقديرين «يعبد» إما مبني للفاعل وفاعله ذلك المؤمن أو مبني للمفعول، فهذه احتمالات أربعة، فعلى الاحتمال الأول يكون البكاء مختصا بالبقاع التي هي مصلاه ومعبده في وقت من الأوقات أو في غالبها كما يشعر به لفظ كان، وعلى الاحتمالات الثلاثة الأخيرة يكون البكاء عاما لجميع البقاع وإن لم تكن مصلاه وقتا ما ووجه بكائها عليه محبتها له وفقدها لعلمه ومشيه على ظهرها ووجدها وحزنها على مفارقته.
(وأبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله) فيه رد على الفلاسفة القائلين بأن الأفلاك متصل واحد لا يقبل الخرق (1)، والقول بأن المراد بأبواب السماء ما يوصل أعماله إلى مقرها من العلويات