والمقصود أن الرجل ليأخذ الآية من القرآن ويستخرجها منه ليستدل بها على مقصوده أو ليفسر معناها.
(يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض) هذه الجملة حال عن فاعل ينتزع أو خبر بعد خبر، وللأصحاب هنا اختلاف فقرأ بعضهم يخر فيها بالخاء المعجمة والراء المشددة من خر يخر بالضم والكسر إذا سقط من علو يعني يسقط ذلك الرجل في انتزاع الآية وحملها على ما فهمه برأيه من علو إلى سفل بعد ما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض، وفيه تشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الايضاح وقرأ بعضهم: يخترقها من الاختراق بالخاء المعجمة والتاء المثناة الفوقانية والراء المهملة والقاف بمعنى قطع الأرض والذهاب فيها على غير الطريق.
وفي المغرب: خرق المفازة قطعها حتى بلغ أقصاها، واخترقها مر فيها عرضا على غير طريق، يعني أن ذلك الرجل يخترق الآية ويعدل عن المقصود منها إلى غيره بحيث يكون المسافة بينهما أكثر من المسافة بين السماء والأرض، وقرأ بعضهم «يحرفها» بالحاء المهملة والراء المشددة والفاء من التحريف، وهذا أيضا صحيح، وقال بعض المحققين: إنه تحريف فليتأمل، وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا بد من إظهار العلم وكف اللسان عن التكلم بما لا يعلم وعدم جواز تفسير القرآن بالرأي والحديث مثله (1).
* الأصل:
5 - محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «للعالم إذا سئل عن شيء وهو لا يعلمه أن يقول: الله أعلم، وليس لغير العالم أن يقول ذلك».
* الشرح:
(محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن محمد ابن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: للعالم إذا سئل عن شيء وهو لا يعلمه أن يقول: الله