هو وعلى يدفع به غائلة (1) السم ثم قال عز وجل (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنه فلا تكفر) يعنى ان ذلك النبي عليه السلام أمر الملكين ان يظهرا للناس بصوره بشرين ويعلماهم ما علمهما الله من ذلك فقال الله عز وجل: (وما يعلمان من أحد) ذلك السحر وابطاله (حتى يقولا) للمتعلم: (إنما نحن فتنه) وامتحان للعباد ليطيعوا الله عز وجل فيما يتعلمون من هذا ويبطلوا به كيد السحرة ولا يسحروهم (فلا تكفر) باستعمال هذا السحر وطلب الاضرار به ودعا الناس إلى أن يعتقدوا انك به تحيي وتميت وتفعل ما لا يقدر عليه الا الله عز وجل فإن ذلك كفر قال الله عز وجل (فيتعلمون) يعنى طالبي السحر (منهما) يعنى مما كتبت الشياطين على ملك سليمان من النيرنجات (2) ومما (انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) يتعلمون من هذين الصنفين ما يفرقون به بين المرء وزوجه هذا ما يتعلم الاضرار بالناس يتعلمون التضريب بضروب الحيل والتمايم (3) والايهام وانه قد دفن في موضع كذا وعمل كذا ليحبب المرأة إلى الرجل والرجل إلى المرأة ويؤدى إلى الفراق بينهما فقال عز وجل: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) أي ما المتعلمون بذلك بضارين أحد إلا بإذن الله يعنى بتخلية الله وعلمه فإنه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر ثم قال: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) لأنهم إذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا ويضروا فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه بل ينسلخون عن دين الله بذلك (ولقد علموا) هؤلاء المتعلمون (لمن اشتراه) بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه (ما له في الآخرة من خلاق) أي من نصيب في ثواب الجنة ثم قال عز وجل: (ولبئس ما شروا به أنفسهم) ورهنوها بالعذاب (لو كانوا يعلمون) انهم قد باعوا الآخرة وتركوا نصيبهم من الجنة لأن المتعلمين لهذا
(٢٤٢)