يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في المسألة والمنطق حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم ويقول: إذا رأيتم حاجه يطلبها فارفدوه ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام قال: فسألته عن سكوت رسول الله (ص) فقال عليه السلام: كان سكوته على أربع الحلم والحذر والتقدير والتفكر فاما التقدير ففي تسويه النظر والاستماع بين الناس وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع اخذه الحسن ليقتدى به وتركه القبيح لينتهى عنه واجتهاده الرأي في اصلاح أمته والقيام فيما جمع لهم من خير الدنيا والآخرة صلوات الله عليه وآله الطاهرين. وقد رويت هذه الصفة عن مشايخ بأسانيد مختلفه قد أخرجتها في كتاب النبوة وإنما ذكرت من طرقي إليها ما كان فيها عن الرضا عليه السلام لأن هذا الكتاب مصنف في ذكر عيون اخباره عليه السلام وقد أخرجت تفسيرها في كتاب معاني الأخبار.
(٢٨٥)