عليها فما وفى أحد بها فهذه المودة لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله عز وجل في هذه الآية: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة القربى) مفسرا ومبينا ثم قال أبو الحسن عليه السلام: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن عليهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله (ص) فقالوا: إن لك يا رسول الله (ص) مؤنه في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا اعط ما شئت وامسك ما شئت من غير حرج قال: فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال: يا محمد: (قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) يعنى ان تودوا قرابتي من بعدى فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله (ص) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعد ان هو إلا شئ افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (أم يقولون افتراه قل ان افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو اعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم) (1) فبعث عليهم النبي (ص) فقال: هل من حدث؟ فقالوا: أي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا: كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله (ص) الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل عز وجل: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) (2) فهذه السادسة.
وأما الآية السابعة فقول الله عز وجل: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قالوا: يا رسول الله قد عرفنا التسليم فكيف الصلاة عليك؟ فقال: تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد (3) فهل