من السماء فرأى تربتها وسعتها وهواها وقتل قابيل هابيل قال آدم عليه السلام:
تغيرت البلاد ومن عليها فوجه الأرض مغبر قبيح!
تغير كل ذي طعم ولون وقل بشاشة الوجه المليح أرى طول الحياة علي غما وهل انا من حياتي مستريح؟!
وما لي لا أجود بسكب دمع! وهابيل تضمنه الضريح قتل قابيل هابيلا أخاه فوا حزني لقد فقد المليح فاجابه إبليس لعنه الله:
تنح عن البلاد وساكنيها فبي في الخلد ضاق بك الفسيح وكنت بها وزوجك في قرار وقلبك من اذى الدنيا مريح فلم تنفك من كيدي ومكري إلى أن فاتك الثمن الربيح وبدل أهلها أثلا وخمطا بحبات وأبواب منيح فلولا رحمه الجبار أضحى بكفك من جنان الخلد ريح وسأله عن بكاء آدم على الجنة وكم كانت دموعه التي جرت من عينيه؟
فقال عليه السلام: بكى مأة سنه أي وخرج من عينه اليمنى مثل الدجلة والعين الأخرى مثل الفرات! سأله كم حج آدم من حجه؟ فقال عليه السلام:
سبعين حجه ماشيا على قدميه وأول حجه حجها كان معه الصرد (1) يدله على مواضع الماء وخرج معه من الجنة وقد نهى عن اكل الصرد والخطاف (2) وسأله ما باله لا يمشى؟ قال له: لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ولم يزل يبكى آدم عليه السلام فمن هناك سكن البيوت ومعه تسع آيات من كتاب الله عز وجل مما كان آدم عليه السلام يقرأها في الجنة وهي معه إلى يوم القيامة ثلاث آيات من أول الكهف وثلاث آيات من سبحان الذي اسرى وهي: (إذا قرأت القرآن) (3) وثلاث آيات من يس