والأخرى مثل البرابخ (1) ونزحوا ما فيها من الماء ثم حفروا في قرارها بئرا ضيقه المدخل عميقه وأرسلوا فيها نبيهم وألقموا فاها صخره عظيمه ثم أخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا: نرجو الان ان ترضى عنه آلهتنا إذ رأت انا قد قتلنا من كان يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه فيعود لنا نورها ونضارتها كما فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلام وهو يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني وشده كربي فارحم ضعف ركني وقلة حيلتي وعجل بقبض روحي ولا تؤخر اجابه دعوتي حتى مات عليه السلام فقال الله عز وجل لجبرئيل عليه السلام: يا جبرئيل انظر عبادي هؤلاء الذي غرهم حلمي وامنوا مكرى وعبدوا غيري وقتلوا رسولي ان يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف؟! وانا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي وانى حلفت بعزتي لأجعلنهم عبره ونكالا للعالمين فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديده الحمرة فتحيروا فيها وذعروا منها وانضم بعضهم إلى بعض ثم صارت الأرض من تحتهم كحجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابه سوداء فألقت عليهم كالقبة جمرا تلتهب فذابت أبدانهم النار كما يذوب الرصاص في النار فنعوذ بالله تعالى ذكره من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم
(١٨٦)