ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريه بعضها من بعض والله سميع عليم) (1) وقال عز وجل في موضع آخر: (أم يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) (2) ثم رد المخاطبة في اثر هذه إلى سائر المؤمنين فقال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) (3) يعنى الذي قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما فقوله عز وجل: (أم يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) يعنى الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هيهنا هو الطاعة لهم فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله عز وجل الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنا عشر موطنا وموضعا.
فأول ذلك قوله عز وجل: (وانذر عشيرتك الأقربين) (4) ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابته في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزله رفيعه وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الال فذكره لرسول الله (ص) فهذه واحده.
والآية الثانية - في الاصطفاء قوله عز وجل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (5) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند ضال لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية.
وأما الثالثة فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فامر نبيه بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عز وجل: يا محمد: (فمن حاجك فيه من بعد جاءك من