المسلمين قالوا لرسول الله (ص): لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الاسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا فقال رسول الله (ص): ما كنت لألقى الله عز وجل ببدعه لم يحدث إلى فيها شيئا وما انا من المتكلفين فأنزل الله تعالى عليه يا محمد (ولو شاء ربك لامن من في الأرض كلهم جميعا) على سبيل الالجاء والاضطرار في الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا منى ثوابا ولا مدحا لكني أريد منهم ان يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقوا منى الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنه الخلد (أفأنت تكره حتى يكونوا مؤمنين) وأما قوله تعالى: (وما لنفس ان تؤمن إلا بإذن الله) فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها ولكن على معنى انها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله وإذنه امره لها بالايمان ما كانت مكلفه متعبده والجاه إياها إلى الايمان عند زوال التكليف والتبعد عنها فقال المأمون: فرجت عنى يا أبا الحسن فرج عنك فأخبرني عن قول الله تعالى: (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا) (1) فقال عليه السلام: ان غطاء العين لا يمنع من الذكر والذكر لا يرى بالعين ولكن الله عز وجل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليهما السلام بالعميان لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي (ص) فيه: فلا يستطيعون له سمعا فقال المأمون: فرجت عنى فرج الله عنك.
34 - حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن حمدان بن سليمان قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أساله عن أفعال العباد أمخلوقة أم غير مخلوقه؟ فكتب عليه السلام: أفعال العباد مقدره في علم الله قبل خلق العباد بألفي عام.
35 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن