وجل: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) (1) فقال له المأمون: فما معنى قول الله عز وجل: (فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما) (2) فقال له الرضا عليه السلام: ان حواء ولدت لادم خمس مأة بطن ذكرا وأنثى وان آدم عليه السلام وحواء عاهدا الله عز وجل ودعواه وقالا: (لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما اتيهما صالحا) من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة والعاهة وكان ما اتاهما صنفين صنفا ذكرانا وصنفا إناثا فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل قال الله تبارك وتعالى: (فتعالى الله عما يشركون) فقال المأمون: اشهد انك ابن رسول الله (ص) حقا فأخبرني عن قول الله عز وجل في حق إبراهيم عليه السلام: (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى) (4) فقال الرضا عليه السلام: ان إبراهيم عليه السلام وقع إلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر وصنف يعبد الشمس وذلك حين خرج من السرب (5) الذي اخفى فيه (فلما جن عليه الليل) فرأى الزهرة قال: (هذا ربى) على الانكار والاستخبار (فلما افل) الكوكب (قال لا أحب الآفلين) لأن الأفول من صفات المحدث لا من صفات القدم (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى) على الانكار والاستخبار: (فلما افل قال لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين) يقول: لو لم يهدني ربى لكنت من القوم الضالين فلما أصبح (ورأي الشمس بازغة هذا ربى هذا
(١٧٥)