النار وبراءة من النفاق وقضى له سبعين ألف حاجة في عاجل الدنيا ولم يزل يخوض في رحمة الله تعالى حتى يرجع، ومن قام على مريض يوما وليلة بعثه الله تعالى مع إبراهيم الخليل عليه السلام فجاز على الصراط كالبرق اللامع، ومن سعى لمريض في حاجته فقضاها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
فقال رجل من الأنصار يا رسول الله وإن كان المريض من أهله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من أعظم الناس أجرا من سعى في حاجة أهله ومن ضيع أهله وقطع رحمه حرمه الله تعالى حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين وضيعه ومن ضيعه يضيعه الله تعالى في الآخرة فهو يرد مع الهالكين حتى يأتي بالمخرج ولما يأت به، ومن أقرض ملهوفا فأحسن طلبته استأنف العمل وأعطاه الله بكل درهم ألف قنطار من الجنة، ومن فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا نظر الله إليه برحمته فنال بها الجنة وفرج الله عنه كربه في الدنيا والآخرة، ومن مشى في إصلاح بين امرأة وزوجها أعطاه الله تعالى أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله حقا وكان له بكل خطوة يخطوها في ذلك عبادة سنة قيام ليلها وصيام نهارها، ومن أقرض أخاه المسلم كان له بكل درهم أقرضه وزن جبل أحد وجبال رضوي وطور سيناء حسنات فان رفق به في طلبه يعبر به على الصراط كالبرق الخاطف اللامع بغير حساب ولا عذاب، ومن شكى إليه أخوه المسلم فلم يقرضه حرم الله عليه أجر المحسنين، ومن منع طالبا حاجته وهو قادر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشار.
فقام إليه عوف بن مالك فقال ما يبلغ خطيئة عشار يا رسول الله؟
فقال على العشار كل يوم وليلة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ومن يلعنه الله فلن تجد له نصيرا ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فمن به عليه حبط عمله وخاب سعيه، ثم قال: ألا وان حرم الله على المنال والمختال