قوله (وكان يونس بن ظبيان من رفقائي) الظبيان بفتح الظاء المعجمة وفيه دلالة على حسن حال يونس ولكن علماء الرجال بالغوا في ذمه ونسبوه إلى الكذب والضعف والتهمة والغلو ووضع الحديث ونقلوا عن الرضا (عليه السلام) أنه لعنه وقال «أما أن يونس بن ظبيان مع أبي الخطاب في أشد العذاب» وروي بطريق ضعيف عن هشام بن سالم قال «سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن يونس بن ظبيان فقال (رحمه الله): بنى له بيتا في الجنة كان والله مأمونا على الحديث».
قوله (لا والله) أي لا أكتفي بهذا وأذهب والله حتى أسمع منه شفاها فالواو للعطف على المقدر.
قوله (وكانت به عجلة) العجلة بالتحريك خلاف البطء يقال: عجل أسرع عجلا وعجلة وهو عجلان أي مستعجل ولعل المراد أنه كان عجولا في استكشاف الأمور بالطبع أو في تجهيز أسباب السفر.
قوله (خذه إليك يا فيض) الظاهر أن الضمير المنصوب راجع إلى يونس أي يا فيض خذ يونس منضما إليك في تعليمه أو في حفظه من أن يخبر به أحدا ممن ليس بأهل لهذا السر ولعله أظهر من الأول وفيه حينئذ دلالة ما على خباثة ذات يونس حتى صدر منه ما نقل.
* الأصل:
10 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) يلوم عبد الله ويعاتبه ويعظه ويقول: ما منعك أن تكون مثل أخيك، فوالله إني لأعرف النور في وجهه؟ فقال عبد الله: لم؟ أليس أبي وأبوه واحدا وأمي وأمه واحدة؟ فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إنه من نفسي وأنت ابني.
* الشرح:
قوله (عن طاهر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان) الظاهر أن طاهرا هذا مولى أبي عبد الله (عليه السلام) وفي أكثر النسخ لم يوجد قوله: عن أبي عبد الله (عليه السلام).
قوله (يلوم عبد الله ويعاتبه) عبد الله هو الأفطح الذي ذكرناه سابقا، واللوم العذل والتعنيف، يقال: لامه على كذا لوما ولومة إذا عذله وعنفه فهو ملوم، ولومه شدد للمبالغة، والعتاب هو التوبيخ على الذنب البالغ إلى حد الموجدة والغضب فهو أشد من اللوم وأخص منه.
قوله (وأمي وأمه واحدة) نقل عن كتاب ربيع الشيعة بدل هذا «وأصلي وأصله واحدة»، قيل:
هو الصحيح لأن عبد الله ليس من أم أبي الحسن (عليه السلام).
قوله (أنه من نفسي وأنت ابني) يعني أنت منسوب إلي بالنسب الجسداني وهو منسوب إلي بالنسب الجسداني والروحاني جميعا حتى أن نفسه مثل نفسي وعلمه مثل علمي، وخلقه مثل