ذكر اباحتها من رواية مالك عن ثور عن ابن عباس ثم من روايته عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس ثم قال قال الشافعي (سكت صاحبنا عن ذكر عكرمة) قال البيهقي (يعنى مالكا لم يذكر عكرمة في أكثر الروايات عنه وكأنه لا يرى أن يحتج به وثور إنما رواه عنه فلا ينبغي ان يحتج به) - قلت - ذكر صاحب الاستذكار أن الزهري وأكثر العلماء ذهبوا إلى اباحتها وقال في التمهيد زعموا أن مالكا اسقط عنه ذكر عكرمة لأنه كره أن يكون في كتابه لكلام ابن المسيب وغيره فيه ولا ادرى صحة هذا لان مالكا ذكره في الحج وصرح به ومال إلى روايته عن ابن عباس وترك رواية عطاء في تلك المسألة وعطاء اجل التابعين في المناسك والثقة والأمانة وعكرمة من أجلة العلماء لا يقدح فيه كلام من تكلم فيه لأنه لا حجة معه وقال الشافعي في بعض كتبه نحن نتقي حديثه وقد روى عن ابن أبي يحيى والقاسم العمرى وإسحاق بن أبي فروة وهم ضعفاء متروكون وهؤلاء أولى ان يتقى حديثهم - وذكر ابن حبان عكرمة في الثقات وقال من زعم انا كنا نتقي حديثه فلم ينصف إذ لم يتق الرواية عن ابن أبي يحيى وذويه انتهى كلامه - وقد ذكرنا فيما مضى في باب من صلى وفى ثوبه اذى عن ابن معين أنه قال إذا رأيت الرجل يقع في عكرمة وحماد بن سلمة فاتهمه في الاسلام وقال أبو عبد الله المروزي اجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديث عكرمة واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا منهم احمد وابن راهويه وابن معين وسألت ابن راهويه عن الاحتجاج بحديثه فتعجب من سؤالي وقال عكرمة عندنا امام الدنيا -
(٢١٧)