نجيح عن مجاهد في قوله * (وإنه لذكر لك ولقومك) * قال يقال ممن الرجل فيقال من العرب فيقال من أي العرب فيقال من قريش (1) 34 - قال الشافعي وما قال (2) مجاهد من هذا بين في الآية مستغنى فيه بالتنزيل عن التفسير 35 - فخص جل ثناؤه قومه وعشيرته الأقربين في النذارة (3) وعم الخلق بها بعدهم ورفع بالقرآن (4) ذكر رسول الله ثم خص
(١) الأثر رواه أيضا الطبري في التفسير (٢٥: ٤٦) عن عمرو بن مالك عن سفيان.
(٢) في س (وما قاله) وهو مخالف للأصل.
(٣) ضبطت في الأصل بكسر النون. قال في القاموس: (النذير: الإنذار، كالنذارة، بالكسر، وهذه عن الإمام الشافعي رضي الله عنه).
قال الزبيدي: (قلت: وجعله ابن القطاع من مصادر (نذرت بالشئ) إذا علمته).
(٤) لفظ (قران) ضبطناه هنا وفي كل موضع ورد فيه في (الرسالة) بضم القاف وفتح الراء مخففة وتسهيل الهمزة. وذلك اتباعا للامام الشافعي - مؤلف الرسالة - في رأيه وقراءته. قال الخطيب في تاريخ بغداد (ج ٢ ص ٦٢) (أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال نا الشافعي محمد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قال: قرأت على شبل، وأخبر شبل انه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير انه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد انه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس انه قرأ على أبي، وقال ابن عباس: وقرأ أبي على النبي صلى الله عليه وسلم. قال الشافعي: وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين، وكان يقول: (القران) اسم، وليس بمهموز، ولم يؤخذ من (قرأت) ولو اخذ من (قرأت) لكان كل اسم، وليس بمهموز، ولم يؤخذ من (قرأت) ولو أخذ من (قرأت) لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقران، مثل التوراة والإنجيل، يهمز (قرأت) ولا يهمز (القران). وإذا قرأت القران: يهمز (قرأت) ولا يهمز (القران).
وهذا الاسناد رواه الحافظ ابن حجر في توالي التأسيس (ص ٤٢) باسناده إلى الخطيب، واختصر المتن، ثم قال: (هذا حديث حسن متصل الاسناد بأئمة الحديث). ونقل في لسان العرب في مادة (قرأ) نحو هذا عن الشافعي، وزاد: (وقال أبو بكر بن مجاهد المقرئ: كان أبو عمرو بن العلاء لا يهمز (القران)، وكان يقرؤه كما روى عن ابن كثير). ونقل الحافظ ابن الجزري في طبقات القراء عن الشافعي عن ابن قسطنطين نحو ما نقل الخطيب (١: ١٦٦) وهذا النقل عن الشافعي نقل رواية للقراءة واللغة، ونقل رأى ودراية أيضا، فان قراءة ابن كثير - قارئ مكة - معروفة انه يقرأ لفظ (قران) بدون همز. والشافعي ينقل توجيه ذلك من جهة اللغة والمعنى، ولا يرده، فهو يعتبر رأيا له حين أقره. وهو حجة في اللغة دراية ورواية. قال ابن هشام - صاحب السيرة المشهورة -: (جالست الشافعي زمانا فما سمعته تكلم بكلمة الا إذا اعتبرها المعتبر لا يجد كلمة في العربية أحسن منها). وقال أيضا: (الشافعي كلامه لغة يحتج بها).
وهذا الذي قلنا كله يقوي اختيارنا ان نضبط اللفظ على ما قرأ الشافعي واختار.
ولقد كان الأجدر بنا في تصحيح كتاب (الرسالة) ان نضبط كل آيات القران التي يذكر الشافعي على قراءة ابن كثير، إذ هي قراءة الشافعي كما ترى، ولكني أحجمت عن ذلك، إذ كان شاقا علي عسيرا، لأني لم أدرس علم القراءات دراسة وافية، والرواية أمانة يجب فيها التحرز والاحتياط.