المناقشة في هذا الطريق وكيع بن الجراح، وشهرته عند أهل الحديث أبين من النهار وأوضح من الشمس، ومثله حال باقي رجال السند اللهم إلا أن يقال: إن هذا السند لا يمكن الاحتجاج به بسبب عنعنة أبي إسحاق السبيعي المدلس عن عبد خير، وعدم تصريحه بالسماع عنه في مكان آخر، وهذا ما يجعل الإسناد منقطعا، فلا يمكن الاحتجاج به.
لكن يقال في جواب هذا الاعتراض: إن الكلام المتقدم صحيح، فيما لو أخذ هذا الطريق لوحده، لكن واقع الحال أن لهذا الطريق أكثر من تابع صحيح - على ما تقدم وسيأتي - فالطريق إذن يمكن تصحيحه لا بنفسه بل لوجود التابع الصحيح له.
الإسناد الرابع قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، حدثنا إسحاق بن يوسف (1)، عن شريك (2)، عن السدي (3)، عن عبد خير، قال: رأيت عليا رضي الله عنه دعا بماء ليتوضأ فتمسح به تمسحا، ومسح على ظهر قدميه، ثم قال: هذا وضوء من لم يحدث، ثم قال: لولا إني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسح على ظهر قدميه، رأيت أن بطونهما أحق، ثم شرب فضل وضوئه وهو قائم، ثم قال: أين الذين يزعمون أنه لا ينبغي لأحد أن يشرب قائما (4).