الذوق. لقد قال من رأوا نصف العلم أن هذا الطريق الطويل الذي سلكه العصب التائه هو خطأ في التكوين، ولكن الله سبحانه وتعالى الذي لا تنفد معجزات كتابه العظيم الذي قال فيه متحدثا عن المستقبل (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) جعل العلماء يكتشفون سرا جديدا، فقد كان في مرور العصب المذكور داخل الاذن الوسطى على الوجه الباطن لغشاء الطبل ومرافقا للرباط الطبلي الكعبي الخلفي فالأمامي حكمة بالغة في خلق الله للانسان وتحقيقا لأمر آخر ولم يكن من باب ضلال الطريق، ذلك أنه إذا نقص الضغط الجوي داخل الاذن الوسطى، انجذب غشاء الطبل نحو الداخل وضغط على هذا العصب، ويؤدي هذا الانضغاط إلى تنبيه الألياف الذوقية التي يحملها فيؤدي ذلك لافراز اللعاب من الغدد اللعابية، وهذا يوجب على الانسان أن يبتلع لعابه، وبعملية البلع هذه تنفتح الفوهة البلعومية للنفير السمعي (نفير اوستاش) فيدخل الهواء للاذن الوسطى ويتعادل الضغط داخل وخارج غشاء الطبل، فيعود لوضعه الطبيعي ويزول انضغاط العصب التائه ويتوقف إفراز اللعاب وهكذا دواليك. (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك).
ولو تابعنا بمحاولة التعرف على دقائق وعجائب جسم الانسان لأصابنا الصداع نتيجة الهول والدهشة، ولكن سنقتصر على هذا القدر البسيط، فلنرجع ونتأمل الآيات القرآنية التي تصف خلق الانسان لعلنا نقدرها بعض تقديرها (وفى خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون) [الجاثية: 4] (هذا خلق الله فأروني ما ذا خلق الذين من دونه) [لقمان: 11] (وفى أنفسكم أفلا تبصرون) [الذاريات: 21].
المصادر: 1 - الطب محراب الايمان.
2 - أملية علم النسج الخاص للدكتور عبد الرزاق الحاج عثمان.
3 - بحث للدكتور أبو الخير الخطيب - حضارة الاسلام السنة العشرون العدد الثالث