عنه للسان بأدوات كثيرة منها ريح الفؤاد (1) وبخار المعدة (2) ومونة الشفتين وليس للشفتين قوة إلا باللسان (3) وليس يستغني بعضها عن بعض، والكلام لا يحسن إلا بترجيعه في الانف لان الانف يزين الكلام كما يزين النافخ في المزمار وكذلك المنخران وهما ثقبتا الانف يدخلان على الملك مما يحب من الرياح الطيبة فإذا جاءت ريح تسوء على الملك أوحى إلى اليدين فحجبا بين الملك وتلك الريح وللملك مع هذا ثواب وعقاب فعذابه أشد من عذاب الملوك الظاهرة القاهرة في الدنيا وثوابه أفضل من ثوابهم فاما عذابه فالحزن واما ثوابه فالفرح. واصل الحزن في الطحال واصل الفرح في الثرب (4) والكليتين (5) ومنها عرقان موصلان إلى الوجه فمن هناك يظهر الفرح والحزن فترى علامتهما في الوجه وهذه العروق كلها طرق من العمال إلى الملك ومن الملك إلى العمال ومصداق ذلك إنك إلا تناولت
(٩٦)