فلو أدرك ابن الرومي زمانه لما احتاج إلى أن يقول من الكامل (ذهب الذين تهزهم مداحهم * هز الكماة عوالي المران) (كانوا إذا امتدحوا رأوا ما فيهم * ملأريحية منهم بمكان) وكان كل من أبي محمد عبد الله بن محمد الفياض الكاتب وأبي الحسن علي بن محمد الشمشاطي قد اختار من مدائح الشعراء لسيف الدولة عشرة آلاف بيت كقول أبي الطيب المتنبي من الطويل (خليلي إني لا أرى غير شاعر * فلم منهم الدعوى ومني القصائد) (فلا تعجبا إن السيوف كثيرة * ولكن سيف الدولة اليوم واحد) (له من كريم الطبع في الحرب منتض * ومن عادة الإحسان والصفح عامد) (ولما رأيت الناس دون محله * تيقنت أن الدهر للناس ناقد) ومن القصيدة المرقومة (فلم يبق إلا من حماها من الظبا * لمى شفتيها والثدي النواهد) (تبكي عليهن الباطريق في الدجى * وهن لدينا ملقيات كواسد) (بذا قضت الأيام ما بين أهلها * مصائب قوم عند قوم فوائد)
(٣٨)