فارتفع كعجالة الراكب وقبسة العجلان وقضيت به حاجة في نفسي.
وأنا لا أحسب المستعيرين يتعاورونه والمنتسخين يتداولونه حتى يصير من أنفس ما تشح عليه أنفس أدباء الإخوان وتسير به الركبان إلى أقاصي البلدان فتواترت الأخبار وشهدت الآثار بحرص أهل الفضل على غدره وعدهم إياه من فرص العمر وغرره واهتزازهم لزهره واقتفارهم لفقره وحين أعرته على الأيام بصري وأعدت فيه نظري تبينت مصداق ما قرأته في بعض الكتب أن أول ما يبدو من ضعف ابن آدم أنه لا يكتب كتابا فيبيت عنده ليلة إلا أحب في غدها أن يزيد فيه أو ينقص منه هذا في ليلة واحدة فكيف في سنين عدة ورأيتني أحاضر بأخوات كثيرة لما فيه وقعت بأخرة إلى وزيادات جمة عليه حصلت من أفواه الرواة لدي فقلت إن كان لهذا الكتاب محل من نفوس الأدباء وموقع من قلوب الفضلاء كالعادة فيما لم يقرع من قبل آذانهم ولم يصافح أذهانهم فلم لا أبلغ به المبلغ الذي يستحق حسن الإحماد ويستوجب من الاعتداد أوفر الأعداد ولم لا أبسط فيه عنان الكلام وأرمي في الإشباع والإتمام هدف المرام فجعلت أبنيه وأنقضة وأزيده وأنقصه وأمحوه وأثبته وأنتسخه ثم أنسخه وربما أفتتحه ولا أختتمه وأنتصفه فلا أستتمه والأيام تحجز وتعد ولا تنجز إلى أن أدركت عصر السن والحنكة وشارفت