أيكم يجيز قولي وليس له إلا سيدي يعني أبا فراس (لك جسمي تعله * فدمي لم تحله) (لك من قلبي المكان * فلم لا تحله) من الخفيف فارتجل أبو فراس وقال (أنا إن كنت مالكا * فلي الأمر كله) فاستحسنه وأعطاه ضيعة بمنبج تغل ألفي دينار واستنشد سيف الدولة يوما أبا الطيب المتنبي قصيدته التي أولها (على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الكرام المكارم) من الطويل وكان معجبا بها كثير الاستعادة لها فاندفع أبو الطيب المتنبي ينشدها فلما بلغ قوله فيها (وقفت وما في الموت شك لواقف * كأنك في جفن الردى وهو نائم) (تمر بك الأبطال كلمي هزيمة * ووجهك وضاح وثغرك باسم) قال قد انتقدنا عليك هذين البيتين كما انتقد على امرئ القيس بيتاه (كأني لم أركب جوادا للذة * ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال) (ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل * لخيلي كري كرة بعد إجفال) من الطويل
(٤٣)