على من أناب) (1).
إن المتأمل في هاتين الرسالتين يفهم حقيقة الأمر كيف تم وكيف تم اغتصاب القوم الخلافة من علي عليه السلام وإن حديث المنزلة صريح كل الصراحة بمنزلة علي من النبي وخلافته منه واعتراف معاوية بهذا الحديث (لأن الفضل ما شهدت به الأعداء) فمن ذلك ذكر معاوية حديث المنزلة كما نقل لنا ابن حجر العسقلاني في صواعقه: أخرج أحمد أن رجلا سأل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها عليا فهو أعلم، قال: جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، قال: بئس ما قلت! لقد كرهت رجلا كان رسول الله يعزه بالعلم عزا ولقد قال له:
(أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وكان عمر إذا أشكل عليه شئ أخذ منه) (2)، (تكرار هذه الحادثة للحاجة في الكتاب) وأكتفي بهذا القدر المتواضع من الأدلة والنصوص على خلافة علي عليه السلام لأن هناك الكثير من الأدلة التي لا أستطيع أن أستوعبها في هذا الكتاب لأنها تحتاج إلى مجلدات ولا تنتهي وأشير إلى من أراد الرجوع والتأكد والتوسع في معرفة وزيادة فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام وأراد الوقوف على النصوص التي تثبت خلافته فهناك كتاب اسمه (الألفين) للعلامة الحلي فيه ألف دليل على خلافة الإمام علي عليه السلام وألف دليل على بطلان خلافة غيره فهو جدير بالقراءة، ومن جهتي أخذت قطرة من بحرك يا علي فالعذر منك يا سيدي ومولاي يوم ألقاك...