نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٦٤
وكأمة مؤمنة عاقلة واعية تقبل التكييف الإلهي بأن هذا هو الأعلم والأفهم والأفضل والأنسب، وتفرح لأنها عثرت على بغيتها فتقبل عليه وتبايعه بالرضى لا بالإكراه ليكون إماما لها وقائدا لمسيرتها، وبمجرد تمام البيعة يصبح الإمام الذي رشحه الله هو القائد الشرعي والفعلي للأمة، ويتعاون مع الأمة لوضع المنظومة الحقوقية الإلهية موضع التطبيق.
الانفكاك بين الواقع والشرعية أما إذا لم تقبل الأمة بالتكييف الإلهي بأن هذا الذي قدمه الله هو الأعلم والأفهم والأفضل والأنسب لقيادتها، وفتشت لنفسها وبقدراتها عن شخص آخر اعتقدت أنه الأفضل والأنسب لقيادتها، عندئذ تحدث عملية انفكاك بين الشرعية والواقع فيكون الحاكم القابض على مقاليد الأمور فعليا شخص والإمام المعين من قبل الله شخص آخر لا سلطة بيديه، ويتعذر عليه أن يتأمر على أناس لا يقبلون به، ودينه يمنعه من اللجوء إلى أساليب غير شرعية للوصول إلى السلطة ومع الأيام يستحوذ الحاكم على السلطة والمرجعية، فيزعم بأنه خليفة النبي والقائم مقامه ومن يعارض ذلك يهز الحاكم بوجهه عصا السلطة.
فالحسين بن علي بن أبي طالب إمام بالنص، وولي بالنص، ومرجع بالنص، وهو القدوة في زمانه بالنص. ولكن الأمة رغبة أو رهبة بايعت يزيد بن معاوية فأصبح يزيد هو الحاكم الواقعي (الخليفة). أما الحسين فهو الإمام الشرعي ولكنه غير قادر على ممارسة صلاحياته لأن يزيد استولى عليها بالقوة والغصب، وسكتت الأمة عليه وبايعته طوعا أو كرها وأدارت ظهرها لإمامها الشرعي، وعلى الحسين أن يقبل بالأمر الواقع أو يواجه قوة السلطة التي تتدرج بالضغط عليه بكل وسائل الدولة وإمكانياتها التي قد تصل إلى إنزال عقوبة الموت بالإمام. فالسلطة بمثابة زوجة شرعية للإمام الحسين ولكل إمام معين وفق الشرع، وهذه الزوجة الفاتنة تحب زوجها وتخلص له لأنه أهل لها.
فجاء الحاكم وبالقوة والغلبة والقهر، واغتصب الزوجة من زوجها وأجبرها على معاشرته بالقوة، لأن الحاكم يدرك أن جسد الزوجة له وقلبها معلق بزوجها
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 269 271 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331