يتعرض الراعي عندما يترك غنمه أو إبله. وعائشة أم المؤمنين امرأة أدركت ذلك وقد بينت ذلك في باب المرجعية ووثقته.
لهف نفسي على الإسلام فكيف يدرك كل هؤلاء الناس هذه الناحية ولا يدركها رسول الله؟!
كيف يؤتمن كل حاكم على تعيين من يليه ولا يؤتمن رسول الله؟!
كان أمام الذين أعماهم التقليد واحد من طريقين: إما دين محمد كما بينه للناس، وإما الدين كما فهمه الحكام، فاختاروا دين الحكام لأنهم مع من غلب:
" نحن مع من غلب ". تلك مقولة عبد الله بن عمر التي تحولت إلى نص شرعي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فمن يعينه الحاكم من بعده سيحكم ومن يغلب كائنا من كان يحكم أمة محمد!! ولله عاقبة الأمور.
الترتيب الإلهي لانتقال منصب الإمام بعد وفاة الولي الله أنزل القرآن كرسالة وعقيدة إلهية إلى بني البشر، وكضرورة من ضرورات بيان وتوضيح هذه العقيدة أنزل هذا القرآن على محمد (ص) بالذات لأنه المعد من قبل الله ليكون الأعلم بالعقيدة والأفهم لأحكامها، تلك العقيدة التي هي بمثابة المجموعة القانونية النافذة. ولأنه هو الأفضل من بين أتباع هذه العقيدة ولأنه من جهة ثالثة هو الأنسب لقيادة هؤلاء الأتباع في الحال والمال. ومن هنا فقد كان النبي هو مرشد الدعوة وعندما تمخضت الدعوة عن دولة ترأس محمد الدعوة بنفسه. وسيرة محمد سنة وجزء من العقيدة سواء قوله أو فعله أو تقريره ولا أحد في الدنيا كلها ينوب عن محمد بهذه المهمة ولا أحد يغني عنه أو يسد مسده أثناء حياته المباركة. محمد كمرشد للدعوة، وكقائد للدولة هو مركز الدائرة وقائد الأمة ومرجعها في كافة الشؤون الدينية والدنيوية.
من هو صاحب الإختصاص بتعيين النبي الإمام؟
إن صاحب الإختصاص بتعيين الإمام هو الله سبحانه وتعالى لأن أول ولي وإمام ورئيس للدولة الإسلامية هو محمد (صلى الله عليه وآله) وقد عينه الله في هذا المنصب، لأنه هو الأعلم بالعقيدة والأفهم لأحكامها، والأفضل بين أتباعها،