نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٢٣
من حاد الله ورسوله، ويتبرأون ممن اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله.
والشيعة بهذا لا يخالفون كتاب الله وسنة رسوله وعمل السلف الصالح في تمييز الصحابة ومن هو مصداق هذا الاسم حقيقة. ومن هنا فتحت على الشيعة باب الاتهامات الكاذبة (1) ولأن الشيعة انطلقوا من هذا المنطلق المختلف عن منطلق أهل السنة، فإنهم قد توصلوا لنتائج مختلفة عن النتائج التي توصل لها أهل السنة.
تعدد المرجعيات:
في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)، كثيرا ما كانت تختلف الآراء حول المسألة الواحدة وتتعدد، فيسمعها النبي كلها ولا يضيق بها صدره، ثم يبسط حكم الشرع في هذه المسألة سواء أكانت نصا قرآنيا أم سنة محمدية، فيقبل الصادقون هذا الحكم فيوحدهم بعد اختلاف، ويدخلهم حظيرة اليقين بعد شك في هذه المسألة.
وتتكرر الحادثات، وتتكرر أحكام الحلول مما يجعل الخلاف بوجهات النظر وتعدد هذه الوجهات مظهرا من مظاهر إثراء الفكر، ولونا من ألوانه، لماذا؟ لأن للناس مرجعية واحدة قولها الفصل وحكمها العدل. فوحدة المرجعية هي الأساس الذي تقوم عليه وحدة المجتمع ووحدة العقيدة، فإذا تعددت المرجعيات يقع الخلاف المحظور. والاختلاف والوحدة نقيضان فيضطر الحاكم لمصادرة حق الناس بطرح أفكارهم ليضمن وحدتهم.
ونتيجة نظرية عدالة كل الصحابة تعددت من الناحية العملية المراجع. فكان في المجتمع الإسلامي عشرات الألوف من المراجع، كل مرجع له رأيه وتصوره وفهمه. وبتعدد هذه المراجع انقسمت هذه الأمة إلى شيع وأحزاب، كل شيعة تؤيد مرجعها وتعتقد أنه المصيب والموصل إلى رضوان الله تعالى. ولكن عمليا، وبما أن السلطة الحاكمة خاصة عندما تخرج من إطار الشرعية هي المسيطرة على وسائل الأعلام، فإن بإمكانها أن تسلط الأضواء على المرجع أو تلك المراجع المتحدة وتصورها على أنها وحدها هي الفئة الناجية، وأنها على الحق المبين، فتنشر فتاوى هذه المرجعية وتحيطها بهالة من الانبهار، وبعملها هذا تدعو الناس بطريقة غير

(١) راجع آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم ص ١٠٠.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331