مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤٩
كانتا على عهد رسول الله وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما: متعة الحج ومتعة النساء).
ويأتي الأولياء والأنصار فيحشرون كل مواهبهم لتسويغ قرار الخليفة وإثبات عبقريته وحكمته. الناس اليوم إذا أرادوا أن يرمزوا للعدل قالوا: (عدل عمر)، ولا يقال عدل الرسول! مع أن رسول الله أعدل من ملء الأرض من أمثال عمر. وما يعنينا أن هذه النظرية أسهمت في إرساء حكم البطون وإضفاء الشرعية على ما فعلت وكانت جزءا " من عقيدة متكاملة حاولت البطون وضعها لتسويغ ما فعلت.
نظرية عدالة جميع الصحابة أ - الأسباب الموجبة لاختلافها:
اكتشفت البطون وهن نظرياتها، وعجزها عن تكوين عقيدة مقنعة، لها القدرة على دعم حكمها وتثبيته. لقد انهارت مقولة القرابة، فلم يعد بوسع عاقل في الدنيا أن يصدق أن بني تيم وبني عدي وبني أمية أقرب للنبي من بني هاشم!
مثلما انهارت نظرية الشورى، فالخليفة الغالب يعهد لمن يخلفه، ودور الأمة منحصر بمبايعته، وانهارت مقولة التخلية، لأن الخلفاء أنفسهم لم يعملوا بها، وعدوا موت الواحد منهم من دون تعيين من يخلفه كارثة! وانهارت مقولة حسبنا كتاب الله فكتاب الله لا يغني عن رسول الله فكلاهما متمم للآخر ومضى الخلفاء الراشدون ولم تبق إلا ذكرياتهم وحل محلهم خلفاء غير راشدين! لقد انهارت المفاصل الأساسية للنظرية التي بناها رواد البطون واقتصرت علاقة البطون - كطبقة حاكمة - بالمحكومين علي العطاء والسيف والمشاركة بالسلطة إنه حكم بلا عقيدة تذكر. وليس له أساس إلا ظواهر الشرعية لقد أدركت البطون أن نذر زوال حكمها قد أقبلت، وأن حكمها قائم على البطش والقوة، فإذا ولت القوة ولى حكمها، وآل إلى أعداء البطون الألداء: أهل بيت النبوة، وبخاصة أن (محمدا) قبل موته قد ربط أهل بيت النبوة بالدين ربطا " محكما " عبر شبكة من بيانه، حتى أن الصلاة لا تقبل من عبد مسلم إن لم يصل على محمد وآل محمد، والمسلمون جميعهم يعرفون حديث الثقلين الذي أعلنه النبي في غدير خم، فقد أكد النبي أن الهدى لن يدرك إلا بهذين الثقلين: كتاب الله وعترة النبي أهل بيته وأن الضلالة لا يمكن تجنبها إلا
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257