مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٥٣
وهكذا أوجدت البطون الحوافر لتتمسك الأكثرية بهذه النظرية، ولتعدها نظرية شعبية، من ينتقص منها فإنما ينتقص من حقوق الشعب، ويصادر العفو الإلهي! فمن سرق في زمن النبي أو زنى، أو شرب الخمر، أو نافق صار بموجب هذه النظرية من الصحابة، وصار منزها وعادلا " ومن أهل الجنة! وصار من حق الخليفة أو الفقيه أي يأخذ برأي أي فرد من أفراد الشعب لأن أفراده الذين عاصروا النبي كلهم عدول! وعممت هذه النظرية بمختلف وسائل الإعلام حتى عدها أفراد الشعب حقوقا " شخصية تستحق الاحترام، وامتدت هذه الحقوق الشخصية إلى الأبناء والمعاشرين والأولياء!
ورضيت الأكثرية الساحقة من الشعب بهذا الاختراع وصارت لها مصلحة في حكم دولة البطون، وتعاونت منة عدالة كل الصحابة مع منن العطايا والصلات والمشاركة بالسلطة والنفوذ، وحققت لبطون قريش مرادها ومناها إذ صار لها عقيدة دينية يتبناها الشعب كله إلا شر ذمة قليلة! وتم عزل أعداء البطون (أهل بيت النبوة) عمليا "، ونكلت بهم السلطة تنكيلا " من دون استنكار يتناسب مع حجم هذا العزل والتنكيل. وصار الولاء لدولة البطون مقياس الشرف ومفتاح الأمن والخير في الدنيا، وصار أهل بيت النبوة مجرد قلة قليلة أو عدد محدود جدا " من الصحابة من شعب كله صحابة! وجميع أفراده عدول! ولم يتغير وضع أهل بيت النبوة بعد موت جميع الصحابة، فصار لأولاد أهل بيت النبوة المقام نفسه الذي كان لآبائهم في مجتمع الصحابة الذي صنعت البطون عقائده ورؤاه!
ج - معاوية بن أبي سفيان يضفي على النظرية طابعا " دينيا " معاوية من أكثر الناس حقدا " على أهل بيت النبوة، فقد قتل علي بن أبي طالب وحمزة عم النبي أخاه وجده وخاله وابن خاله شقيق جده وتسعة من شيوخ بني أمية، لذلك كان قلبه وقلب أبيه وقلب أمه وأكثرية قلوب البيت الأموي طافحة بالحقد الأسود على محمد وعلى آل محمد وعلى البيت الهاشمي بعامة. فقاد أبوه مقاومة محمد. وعندما أحيط بهم، وسقطت عاصمة الشرك، وأغلقت كل الأبواب، ولم يبق إلا باب الإسلام، استسلم أبو سفيان وبنوه وأقاربه وأسلموا أو
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257