مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٦٠
باطلة لما روتها ولما تدينت بها، وظلت هذه التركة تنتقل من جيل إلى جيل حتى وصلتنا فتقبلناها بأنبائها ومن دون شك، لأنها استجابت لميولنا التي تحب البطولة والعظمة، والتي تفترض القداسة في أولئك العظماء الذين تجمعوا حول النبي وقهروا الدولتين الأعظم! ومن هنا صارت هذه النظرية جزءا " لا يتجزأ من الدين تقرأ معه! ويتعبد بها الناس على هذا الأساس المفروض أصلا " بقوة الدولة الغالبة!
ه‍ - مفهوم معاوية ل‍ (الصحابة) نتيجة روايات طواقم رواة معاوية وولاته، ونتيجة دولة البطون لهذه المرويات، واعتبارها منهاجا " تربويا " وتعليميا " للدولة وجزءا " من قوانينها النافذة كما بينا، تكونت نظرية عدالة جميع الصحابة، وألقت أجرانها في الأرض، وصورها معاوية وأولياؤه كأنها جزء من الدين. ومع ضغط وسائل أعلام الدولة وسيطرتها التامة على مناهج التربية والتعليم، وسطوتها الاقتصادية، ونفوذها القوي ألقي في روع العامة أن هذه النظرية بالفعل جزء لا يتجزأ من الدين. وعلى فرض أن بعض الخاصة قد اكتشفت زيف هذا التصور، فهو غير قادر على الجهر باكتشافه لأنه في هذه الحالة سيدخل في مواجهة دولة لا قبل له بها، ثم إنه ليس بوسع معلم المدرسة إلا تدريس الكتاب الذي قررته الدولة! وليس بوسع القاضي إلا أن يطبق القانون الذي وضعته الدولة، وليس بوسع الوالي إلا أن يلتزم بتوجه الدولة. ووفق هذا التصور صار التعريف العام للصحابي كما يلي: (من لقي النبي مؤمنا " به ومات على الإسلام) ويدخل في هذا التعريف: 1 - من طالت مجالسته للنبي أو قصرت، 2 - من روى عنه أو لم يرو، 3 - من غزا معه أو لم يغز، 4 - من رآه ولم يجالسه، 5 - من لم يره لعارض، 6 - الجن الذي سمعوا النبي صحابة أيضا " والمنافقون الذين قالوا: آمنا وهم لا يؤمنون وهم الذين تظاهروا بالإسلام وأبطنوا الكفر والعصيان هم صحابة أيضا "، لأن العبرة تكمن بالإسلام أو التظاهر به ومجالسة النبي أو سماعه، أو رؤيته. وإذا عرفت أن النبي لم ينتقل إلى جوار ربه، وفي الجزيرة إنسان واحد يجهر بشركه، لعلمت أن جميع أفراد الشعب كانوا، وفق هذا المفهوم، صحابة!
وهذا يشمل المنافقين الذين تظاهروا بالإسلام والإيمان والمجرمين الذين أقام
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257