لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٠٩
عن واقع الجزيرة العربية القبلية، واليهود والمنافقين. وغيرهما مما أشرنا إليه من محطات.
وفي تلك الأثناء لم تغب قضية الوصاية والخلافة. وهي أمر يدرك بالوجدان.
في مجتمع يهتم بالقيادة، وبخلافتها المرشحة. ذلك لأن المشروع الرسالي في عصر النبي صلى الله عليه وآله يقتضي الاهتمام، ولفت الأنظار إلى لذلك الامتداد القيادي لرسالة الإسلام. حتى لا يطرأ على التصور المناوئ أن المشروع النبوي مشروع وقتي ينتهي، بانتهاء صاحبه.
ولم يكن من منطق الرسالات السابقة - كما هو ليس من دأب نظم الحكم والقيادة في المجتمع النبيل الذي يملك نظرية أخلاقية حول الحاكم أن تغيب هذه المسألة المتصلة بواقع الرسالة الإسلامية ومستقبلها المصيري. ومن خلال (المسعودي) (5) نثبت أن فكرة الوصية، من القضايا التي شهدتها كل رسالات السماء. بل إن الرسالة التي أتت إلى قوم معينين، وفي إطار زمني محدود، لم تغب فيها، قضية الوصية، فكيف يمكن تصور (إلغائها) بخصوص رسالة عالمية، وفي إطار زمني ممتد، وساحة الإنسان أينما كان وحيث حل. فأجدر بهكذا رسالة أن تحدد قضية الخلافة (6) وحيث إن الخلاف حول الخلافة، نشأ فور وفاة الرسول صلى الله عليه وآله فهذا يعني أن المسألة ليست بذلك المستوى من (التفاهة) حتى لا يوفر لها الرسول صلى الله عليه وآله صيغة شرعية، تحول دون مضاعفاتها. أو لعله لم يحط بذلك علما، وبما سيحدث بعده من خلاف بسبب الصراع على أمر الخلافة، وهذا ينافي عصمته، وعصمة الوحي الذي كان يوجه الرسول صلى الله عليه وآله.
ثم إن الأصل في القيادة، هي الوصية. ولم تكن الشورى، سوى تبرير تاريخي لما وقع في (سقيفة) بني ساعدة. إذ أن التاريخ يفضح حقيقة الشورى التي اعتمدوها في السقيفة. بل إنها أي الشورى أثبتت (بؤسها) في انتخاب

(5) - المسعودي في (إثبات الوصية).
(6) إذا كان البعض يرى أن الخلافة في أمر الدنيا هي المقصود، فنحن نتحدث عن الخلافة في الدين.
والخلافة في الدين هي نفسها الخلافة في أمور الدنيا، لأن هذه الأخيرة مرتبطة بالتشريع الإلهي.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405