لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٠٦
لنا الأمر من بعدك. قال: الأمر لله يضعه حيث يشاء. فقال له: أفنهدي نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه) وكان العامل القبلي، حاجزا ضد إسلامهم. كما كان دافعا لهم للكيد بالإسلام. لقد ورد عن ابن الأثير، إن أبي بن شريف التقى مع أبي جهل فقال له: (أترى محمدا يكذب؟ فقال أبو جهل: كيف يكذب على الله وقد كنا نسميه الأمين لأنه ما كذب قط. ولكن إذا اجتمعت في بني عبد مناف السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة فأي شئ يبقى لنا. (وكان أبو سفيان يقول: كنا وبني هاشم كفرسي رهان، كلما جاؤوا بشئ جئنا بشئ مقابل، حتى جاء منهم من يدعي بخبر السماء، فأنا نأتيهم بذلك)!!.
إنه المنطق الذي يحكم حياة العرب قبل الإسلام، وبقي مسيطرا على أغلبية النفوس بعد الرسول صلى الله عليه وآله ولما عرض دعوته على بني عامر بن صعصعة، قال رجل منهم: (والله لو أنني أخذت هذا الفتى من قريش، لأكلت به العرب) (3).
وشيئا فشيئا، بدأ عمود الدين يقوى، وباتت شوكة الكفر تضعف. وقامت الحروب الضارية بين المسلمين والمشركين.
وحيث إن الأغلبية الساحقة في النهاية لم تدخل طوعا في الدين، ولا اعتقادا به. وإنما كرها وغلبة، فإنها انطوت على النفاق وبيتت الشر لبني هاشم.
لمحمد صلى الله عليه وآله الذي جاءهم بالإسلام. ولعلي (ع) الذي قتل آباءهم وأجدادهم.
والفترة التي فصلت بين (الفتح) ووفاة النبي صلى الله عليه وآله لم تكن كافية لنرع الطبائع القبلية من هؤلاء الوافدين على الدين.
ونلاحظ أن المؤامرة على الرسول صلى الله عليه وآله قد بدأت بعد الفتح. حيث حاول المنافقون الذين كانوا يشكلون جزءا من المجتمع الإسلامي. أن يغتالوا الرسول صلى الله عليه وآله في اللحظات التي توفرت لديهم فيها الفرصة. وقد ذكر أبو بكر

(3) ابن هشام السيرة النبوية.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 101 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405