لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٩٦
نفوا أبا ذر، لماذا قتلوا عمارا لماذا مثلوا بمحمد بن أبي بكر و... و.. وإذا قالوا إنها السياسة قلنا، ولماذا لم يتقوا الله في السياسة؟! (38).
إنني ورثت مجموعة تقديسات متناقضة، تجرعتها على حين غفلة من نضجي ووعي التاريخي. ورثت حب أبي ذر وعثمان، علي ومعاوية، وخالد بن الوليد، وفاطمة الزهراء.. سواء بسواء. لا ميزات ولا درجات. ولكن التاريخ، علمني ألا أكون مناقضا للحقيقة. وإلا كيف يتسع القلب لحب الشئ ونقيضه.
كيف أحب أبا ذر (رض) وعثمان الذي نفاه إلى (الربذة) حتى يرضى بني عشيرته، وواحدا من الطلقاء، (معاوية) إذ كان من المؤلفة قلوبهم.
وكيف أجمع بين حب معاوية ويزيد السفاكين، وبين حب علي وبنيه تركة النبوة ومشكاة النور الإسلامي؟! لم تتمكن مني مراوغات التاريخ، وحيل (القصاصين).
والسؤال الذي يجب أن يطرحه كل مسلم على نفسه: لماذا أنا مع هذه الفرقة ولست مع تلك؟.
هل الوراثة هي السبب أم الاجتهاد والقناعة؟؟.
إذا كانت القناعة كما يدعي البعض، فهي، تعني الانسحاب من المذهب والبدء في مسيرة البحث محايدة، ومتكافأة. أو قراءة التاريخ من أجل البحث عن الصواب، والاستعداد النفسي لخسران الكثير من المسلمات. والقراءة عن هذه الفرقة وكأنها فرقة القارئ. ثم تحكيم العقل، والقرآن، والوجدان.
وجدير بنا القول آنئذ: (اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه وما قصرنا عنه فبلغناه) (39).
أما أن نصم الآذان، ونعمي الأبصار، بحجة الإيمان والتقوى هو خداع

(٣٨) إنني أحكي ما دار بيني ونفسي في مسيرة البحث عن الحل العقيدي. وأنا لا أهدف أن أحول الكتاب كما سبق ذكره إلى معركة (إن قالوا قلنا).
(٣٩) دعاء الإمام زين العابدين (الصحيفة السجادية).
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 99 101 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405