لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٤٧
وبهذه الكلمة البائسة الغبية، المصحوبة بتماوج (كاريكاتوري) يختزل وقارا مصطنعا. استطعت أن أسكت صديقنا!.
فمعاوية رجل مؤمن. كان شديد البكاء في دين الله. وكريما يعطي بلا حساب. يقول محمد بن عبد الوهاب (4) (وبالجملة فلم يكن ملك من ملوك الإسلام خير من معاوية ولا كان الناس في زمن ملك من ملوك المسلمين خيرا منهم في زمن معاوية إذا نسبت أيامه إلى أيام بعده.
بل وإن الإمام علي: لم يكن يتحرك بدافع الشرع في حربه مع معاوية، ولم يكن واجبا، قتال أهل الشام. وأنه لم يكن يعرف أنه سيقع في هذا المأزق، ولود لو يتجنبه بكل ثمن، وفي ذلك يقول محمد عبد الوهاب: (قال العلماء رحمة الله عليهم (5) إن قتال أهل الشام ليس بواجب، قد أوجبه الله ورسوله. ولو كان واجبا لم يمدح النبي صلى الله عليه وآله الحسن بتركه (6). فدل الحديث على أن ما فعله الحسن بن علي مما يحبه الله ورسوله وتواترت الأخبار عن علي (رض) بكراهة هذا القتال في آخر الأمر. لما رأى اختلاف الناس واختلاف شيعته عليه وتفرقهم وكثرة الشر الذي أوجب إنه لو استقبل من أمره ما استدبر ما فعل ما فعل).
والإمام علي كان لا يرى في معاوية رجلا فاسقا. بل إنه رآه خير الرجال الذين يمكنهم رد الفتنة.
يقول ابن عبد الوهاب (7): (من ذلك ما أخرجه غير واحد من أهل العلم (8)

(4) - في عقائد الإسلام (ص 220 عبد الوهاب).
(5) نفس المصدر، أقول هذه العبارة (قال العلماء)؟ من هم هؤلاء العلماء. هل هم علماء السنة، أم علماء الحنابلة أم الوهابيين. أفصح عنها وحررها من ظلاميتها يا عبد الوهاب!.
(6) ولو كان عبد الوهاب يحمل شيئا ما من الذكاء، لتذكر إن الرسول صلى الله عليه وآله مدح شيعة علي (ع) لنصرتهم إياه.
(7) نفس المصدر السابق.
(8) ما زلت أناقش عبد الوهاب في هذا التلبيس، من هم هؤلاء الذين ذكروا هذا الحديث ولماذا يخفي أسماءهم، وما أدرانا لعلهم عنده أهل علم وعندنا ليسوا كذلك!!.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405