لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٤٠٦
الذين أتوا قبل الأئمة الأربعة؟ من يتبعون وممن يأخذون الدين؟!.
ثم لماذا كانوا أربعة وليس أكثر؟ لماذا لا ينفتح باب الاجتهاد لغيرهم ليكونوا أكثر؟ هل ثمة نص محدد لذلك؟.
الأئمة من آل البيت (ع) ثبتوا بالنص، وبالعقل أيضا.
وتوضح لي أن سيف (ديموقليس) هو الذي أنزلها تنزيلا على عقول الناس.
ولما قادني بحثي إلى الإمام الصادق (ع) شعرت بأنني كنت طيلة حياتي مخدوعا بعظماء وهميين. إذ أن هذا العملاق المجهول الذي كان معلما لمئات من علماء هذه الأمة، لم يوفه تاريخ (الجماعة) حقه، بالرغم من أن الأئمة الأربعة أخذوا عنه.
وبالرغم من أن علماء السنة أنفسهم لم يكونوا يتقدمونه لعظيم مقامه. لكن التاريخ المزيف يقلب دائما تلك الصفحات، في حركة بهلوانية مريعة وخاطفة، فيبقى السؤال موجودا في ذهن الباحث، ويخفت شيئا فشيئا، فيتبدد.
لقد بقيت زمانا طويلا، أربي نفسي على شئ واحد، أن أكون شجاعا، أن أكسب نفسية قوة لا تتأثر بمسبقاتها. وإنها - لعمري - أخطر ممارسة واجهتها، لأن مجتمعا بكامله، وبكل ثقله العرفي والثقافي والبشري، كان ضد اتجاهي هذا.
غير أن الدعاء والتصميم والتفاني، جعلني أتجاوز هذا المعوقات فهل تراني إذا طالب فتنة في لجج التاريخ؟ إن هذه هي العبارة التي طوقت ألوف المخلصين، الجوعى إلى الحقيقة المقدسة، في صفائها وشفافيتها التي افتقدناها في فكرنا وتراثنا لقد كنت دوما أتسأل حول ما إذا خرجت بنتيجة من هذه الرحلة المعتقدية!
وخشيت أن أكون مفلسا في ذلك، راجعا بخفي حنين. كانت هذه الأسئلة، جزءا من منهجي في تركيز المعتقدات وتمحيصها. وفي الأخير أثلج صدري، أن أكون قد خرجت بقيم النجاة، وسبل الرشاد، لقد ألفيت نفسي في موكب البيت النبوي، أسير وفق هداه، وأسلك وفق خطاه ورأيت نفسي منفذا، حقيقة لمطالب الإسلام. ووجدت نفسي ممارسا لحديث الثقلين، إذ ما أن أذكر القرآن إلا وأذكرهم، وما أذكرهم إلا وأذكر القرآن.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 405 406 407 408 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405