لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٧١
عبد الملك.
وطبيعي، إن هذا التأويل أكثر تعسفا مما سبق لأنه مجرد إسقاطات تتغذى بالوضع السياسي الجاهز ولا تركن إلى سند من العقل أو النص.
وجاء في الصواعق المحرقة بإخراج البغوي، بسند حسن، عن عبد الله بن عمر، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (يكون خلفي اثنا عشر خليفة، أبو بكر لا يلبث إلا قليلا)، قال الأئمة: صدر هذا الحديث مجمع على صحته.
واعتراف ابن حجر، بالإجماع على صدر هذا الحديث، دليل على أن المحرفين تصرفوا في مؤخرته وهذا دليل على التزوير الذي شهدته مدرسة الجمهور. وترتفع البراءة التي تدعى.
ولهذا وردا على هذا المنطق يقول الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة:
(قال بعض المحققين! إن الأحاديث الدالة على؟ كون الخلفاء بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر قد اشتهر من طرق كثيرة فبشرح الزمان، وتعرف الكون والمكان: علم أن مراد رسول الله صلى الله عليه وآله من حديثه هذا: الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلتهم عن اثني عشر (وهم أربعة) ولا يمكن أن يحمل على ملوك الأموية لزيادتهم على أثني عشر (وهم ثلاثة عشر)، ولظلمهم الفاحش، إلا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم لأن النبي صلى الله عليه وآله قال: كلهم من بني هاشم في رواية عبد الملك عن جابر).
ولم يكن يدعي الاثني عشر، سوى أئمة أهل البيت. فإذا أضفنا إلى كون الاثنا عشر إماما كلهم ذوو كفاءة، وكلهم من قريش وكلهم يدعيها. ترتب أن يكونوا هم الاثنا عشر المشار إليهم بالنص. لأن الواقع لم يأت بما كذب ذلك.
وما دام عجز الجمهور عن تبرير هذا النص، وتقريبه من الواقع، فإن
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405